لم تستبعد شركة «ديلويت» في تقرير بعنوان «معوقات الجغرافيا السياسية وارتباطها بسعر النفط»، أن «تضطلع عوامل غير ملموسة، على غرار أخطار الجغرافيا السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، بدور متنامي الأهمية في تحديد أسعار النفط، وستحتاج إلى أن تديرها شركات النفط والغاز العاملة في الشرق الأوسط في شكل فاعل». وأعلن الشريك المسؤول عن الطاقة والموارد في «ديلويت» الشرق الأوسط كينيث ماك كيلار، أن شركات النفط «تواجه حالياً تحديات لم تكن في الحسبان منذ سنوات، إذ ستبرز في البيئة المتقلبة السائدة اليوم، إدارة أخطار الجغرافيا السياسية في شكل صحيح كأحد مجالات التنافس بين شركات النفط والغاز في المنطقة». وعدّد تقرير «ديلويت»، عوامل «أساسية مؤثرة» على اضطراب أسعار النفط، بما فيها «الأوضاع السياسية والاقتصادية، إذ دفعت الاحتجاجات التي اندلعت من تونس وانتشرت في أنحاء عدة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أسعار النفط إلى الارتفاع». ولم يغفل «الخطر الكبير الذي يهدد نقاط العبور التجاري حول العالم، إذ كادت الاضطرابات التي شهدتها مصر أخيراً أن تقلّص حركة الملاحة في قناة السويس، إحدى أهم الطرق البحرية للتجارة في العالم بالنسبة إلى نقل النفط والسلع الأخرى». وأشار إلى «الأساليب الجديدة في القرصنة، بحيث ازداد استخدام القراصنة للسفن التجارية التي يسطون عليها، كمنصات لهجمات جديدة، ما سمح لهم بتوسيع دائرة عملياتهم إلى 1500 ميل مائي، وبالتالي، تعزيز قدرتهم على استهداف ناقلات النفط». ولفت التقرير إلى «تشكيل أنظمة وحكومات جديدة، إذ تملك الحكومات الجديدة المشكّلة في العراق والسودان مخزوناً نفطياً كبيراً». ورجّح أن «تغير قراراتها في إطار منهج إنتاج النفط، نظراً إلى حجم مخزون النفط الخام الوطني الخاص بها، وإلى كيفية تطوير هذا المخزون، ما يمكن أن ينتج منه اتفاقات تقاسم الإنتاج وتراخيص جديدة للتنقيب عن النفط في المستقبل». وأشار إلى «دخول عوامل جديدة كالغاز غير التقليدي، فإن الإنتاج المتزايد له يضع علامات استفهام حول المستقبل الاقتصادي لمشاريع الغاز الطبيعي المسال». وأضاء التقرير، على المناطق الجغرافية الإستراتيجية المتنازع عليها، التي لا تزال حال التوتر المستمرة وتحديداً في المياه المتنازع عليها كلياً أو جزئياً، في كل من الصين والفيليبين وفيتنام وماليزيا وسلطنة بروناي وتايوان، تهدد توازن القوة في هذه المنطقة المهمة». واعتبر ماك كيلار، أن «تخطّي التحديات المطروحة اليوم، لا يتطلب فقط من واضعي الاستراتيجيات في الشركات استباق كيفية تطور السوق في الشهور والأعوام التالية فحسب، بل كذلك إعداد خطط عملية وسليمة لتخطي هذه التحديات». ورأى أن «الليونة الإستراتيجية»، هي إحدى الاستراتيجيات المقترحة بالنسبة إلى شركات النفط والغاز التي تريد مواجهة هذه الأخطار، وهي شكل متطور من «أسلوب تخطيط السيناريو»، الذي يساعد الشركات على الاستعداد في حال عدم استقرار السوق». وأوضح أن «من شأن هذه الإستراتيجية الرباعية المراحل العمل على الخطوات المتوقع أن تُثمر تحت أي سيناريو، بينما تختار ما يناسب من الخطوات الأخرى المعدة مسبقاً لمواجهة الاحتمالات الطارئة في الأسواق».