رحب قادة أحزاب يمينية متطرفة أوروبية من بينهم الفرنسية مارين لوبن والهولندي غيرت فيلدرز اليوم (السبت) خلال مؤتمر في براغ بما وصفوه ب«الحدث التاريخي» في النمسا حيث يستعد زعيم «حزب الحرية» هاينز شتراخه لتسلم منصب نائب المستشار. ويعقد هؤلاء مؤتمراً مثيراً للجدل تحت شعار «من أجل أوروبا ذات أمم صاحبة سيادة» وسط اجراءات امنية مشددة بعد الاعلان عن تظاهرات ضد معاداة الاجانب. وقال زعيم «حزب الحرية» الهولندي غيرت فيلدرز امام الصحافيين «يجب الترحيب بانه مرة اخرى في النمسا اليوم، أخذ حزب عضو في كتلتنا في البرلمان الاوروبي على محمل الجد الى حد انه نال فرصته في الانضمام الى الحكومة». من جهتها رحبت زعيمة «الجبهة الوطنية الفرنسية» مارين لوبن ب«حدث تاريخي فعليا» وقالت إن آخرون سيتبعون هذا النهج لانه في عدد من الدول تتنظم المعارضة للاتحاد الأوروبي. وأضافت «اعتقد ان الانتخابات الاوروبية يمكنها ان تحمل تغييرا فعليا للمعطيات السياسية في اوروبا وحتى افساح المجال امام هؤلاء المعارضين للاتحاد الاوروبي والمدافعين عن اوروبا الامم والحريات ان يشكلوا غالبية في اطار برلمانات مستقبلية». ودخل «حزب الحرية» النمسوي اليميني بقوة الى حكومة المحافظ سيباستيان كورتز بحصوله على ثلاث حقائب سيادية ووصل قادته الى السلطة، حيث نال للمرة الأولى وزارتي الداخلية والخارجية. وعبرت لوبن التي خسرت الانتخابات الرئاسية الفرنسية امام ايمانويل ماكرون في أيار (مايو) الماضي، عن دعمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ترشح لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في روسيا في آذار (مارس) المقبل. وقالت «في ما يتعلق بالجبهة الوطنية، بالتاكيد نحن نرغب في فوز فلاديمير بوتين، لاننا نعتقد ان فرنساوروسيا يمكنهما تحسين علاقاتهما الديبلوماسية». وتابعت «روسيا دولة عظيمة وليس هناك اي سبب على الاطلاق لاستبعادها عن الساحة الدولية»، مضيفةً «وبالتالي ليس هناك اي سبب على الاطلاق لمعاملة روسيا بعدائية كما يفعل الاتحاد الاوروبي منذ أعوام عدة». ويشارك في المؤتمر أيضاً لورنزو فونتانا من «رابطة الشمال» الإيطالية وغيورغ ماير من «حزب حرية النمسا»، إضافة إلى البلجيكي جيرولف انيمانز والبولندي ميشال ماروسيك وماركوس بريتسل من «حزب البديل من اجل المانيا» وجانيس اتكينسون التي كانت عضوا في «حزب استقلال المملكة المتحدة» (يوكيب). وتؤكد الأحزاب المتحالفة في «أوروبا الأمم والحريات» المجموعة السياسية التي تأسست قبل سنتين داخل البرلمان الاوروبي، انها تركز على التعاون في اوروبا خارج اطر الاتحاد الاوروبي في هذا المؤتمر. وعززت السلطات التشيخية الإجراءات الامنية بعد الاعلان عن تظاهرات لمجموعات يسارية وحصار لضاحية براغ التي سيعقد فيها المؤتمر. ويفترض ان تهتم الشرطة ايضا بالامن الشخصي لفيلدرز الذي تلقى تهديدات بالموت بعد تصريحاته المعادية للاسلام. يعقد هذا المؤتمر بعد شهرين على حصول الحزب اليميني التشيخي المتطرف «الحرية والديموقراطية المباشرة» بقيادة رجل الاعمال توميو اوكامورا المولود في طوكيو، على عشرة في المئة من اصوات الناخبين في اقتراع تشريعي بفضل خطابه المتشدد ضد الاسلام وضد الاتحاد الاوروبي في اجواء تشهد صعود الحركات اليمينية المتطرفة في اوروبا. وحصل الحزب التشيخي المدعوم من لوبن على 22 مقعداً في البرلمان الذي يضم مئتي نائب، كما حصل توميو اوكامورا على دعم الرئيس التشيخي ميلوش زيمان اليساري المعروف بخطابه المؤيد لروسيا وللصين والمعادي للاسلام الذي حضر مؤتمر «حزب الحرية والديموقراطية المباشرة» نهاية الاسبوع الماضي. وزيمان الذي شبه ازمة الهجرة ب«الغزو المنظم» ويعتبر المسلمين اشخاصا «من المستحيل دمجهم» في المجتمع، هو المرشح الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية في كانون الثاني (يناير) العام 2018. ولم تستقبل الجمهورية التشيخية التي تعارض بشدة النظام الاوروبي لحصص توزيع اللاجئين، سوى 12 مهاجراً على ارضها في اطار هذا البرنامج. وتشكل الاقلية المسلمة نسبة لا تذكر في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانها 10.6 ملايين نسمة. ومع ذلك تنوي مختلف الاحزاب التشيخية التركيز على الخوف من الارهاب والنفقات الاجتماعية الممكنة لتعزيز حملاتها بخطب معادية للمسلمين وللمهاجرين.