بسط الإرهاب الإيراني نفوذه في اليمن منذ أكثر من عقدين من الزمن، وذلك بزرع الميليشيات الإرهابية وتمويلها مثل الميليشيات الحوثية التي تمثل أحد أبرز أذرع النفوذ الإيراني في الخارج، كما يدعم النظام الإيراني حالياً الحوثيين في اليمن بالسلاح والصورايخ، إضافة إلى دعمها سياسياً وعسكرياً حتى بدأ الحوثيون بالسيطرة تدريجياً على العاصمة صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014، ويواصل النظام الإيراني تدخلاته الإجرامية في اليمن التي بدأها في العام الميلادي 1982، وذلك بدعم وزرع الميليشيات الإرهابية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الشرعية اليمنية راجح بادي ل«الحياة» إن التدخل الإيراني في اليمن ليس وليد اليوم، بل بدأ في عام 1982، وعندما أنشأت إيران «حزب الله» في لبنان أنشأت في اليمن في العام نفسه حركة «أنصار الله»، وقامت هذه الحركة بأول عملية إرهابية في صنعاء بتفجير سينما بلقيس في عام 1983، وكشفت التحقيقات حينها عن هذه الحركة وارتباطها الوثيق بإيران، ومنذ تلك اللحظة والدعم الإيراني يتواصل ويتعاظم لهذه الحركة، إلى أن وصل الآن إلى مرحلة الدعم الشامل عسكرياً وسياسياً. بدوره، كشف الصحافي في الرئاسة اليمنية ياسر الحسيني عن الجرائم الإنسانية التي خلفها التدخل الإيراني في اليمن، وقال في تصريح إلى «الحياة»: «ما إن تتدخل إيران في بلد إلا وتحوله إلى قاعدة لاستهداف الأمن القومي العربي مخلفة الفوضى والدمار الشامل في كل مكان، مثل ما حدث في العراق وسورية واليمن ولبنان». وأضاف: «التدخل الإيراني في اليمن هي عبارة عن مخطط توسعي طائفي، هدفه إخضاع المنطقة لنفوذ ولاية الفقيه من خلال إسقاط الدول لتحل محلها الطوائف، والجيوش بالميليشيات الدموية التي تقتل وتدمر الإنسان العربي»، مشيراً إلى ارتكاب إيران عبر أدواتها الحوثية جرائم القتل والهدم والتفجير والتخريب ضد اليمنيين بشكل ممنهج ومدروس، إضافة إلى نشرها للأفكار الطائفية لتمزيق النسيج الاجتماعي ونسف التعايش السلمي في اليمن. وأكد الحسيني أن التدخلات الإيرانية عبر أدواتها الحوثية في اليمن تتسبب بكارثة إنسانية حقيقية، مخلفة آلافاً من القتلى والجرحى، مضيفاً: «لم تكتفِ إيران بتفخيخ وتلغيم العقول، بل وزرعت عبر أدواتها الحوثية الآلاف من الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء بشكل يومي في العديد من المدن والأرياف التي عجزت عن البقاء فيها في ظل صمت عجيب لمنظمات حقوق الإنسان». وتابع: «الأطماع الإيرانية لم تكتفِ بتدمير اليمن، بل تسعى إلى نقل التجربة لكل الدول العربية وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال تهديد الملاحة الدولية عبر زرع الألغام البحرية واستهداف السفن التجارية بالصواريخ الذكية التي تأتي من إيران، واستهداف المدن السعودية بالصورايخ إيرانية الصنع وخبراء ميليشيات حزب الله الإرهابي»، مؤكداً أن خطر تهديد الملاحة الدولية واستهداف الأمن القومي العربي سيظل قائماً ما دامت التدخلات الإيرانية مستمرة للميليشيات الحوثية الإرهابية.