تبادل أطراف الأزمة اليمنية الاتهامات بالتصعيد الميداني والسياسي على خلفية المواجهات الدامية التي اندلعت أول من أمس في العاصمة صنعاء بين متظاهرين يطالبون برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ويرفضون المبادرة الخليجية ومؤيدين للنظام وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين أغلبهم من المحتجين. وجاء ذلك عشية الزيارة التي يتوقع أن يقوم بها الى صنعاء غداً الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني لبحث التطورات وتوجيه دعوات الى التوقيع المرتقب على المبادرة الخليجية من قبل ممثلي الحكم والمعارضة في الرياض الأحد أو الاثنين. وأكدت أحزاب المعارضة المنضوية في «اللقاء المشترك» في بيان شديد اللهجة أن «إصرار النظام على مواصلة سفك الدماء بمثل هذه الوحشية يضع جهود الأشقاء في الوصول إلى توقيع الاتفاق الذي أعلن موافقته عليه محل شك كبير، لما عرف عن هذا النظام من المراوغات والمناورات، وهو ما يؤكد انه سيمضي في سفك المزيد من الدماء لإفشال الاتفاق كما كان شأنه دائماً». ولوحت المعارضة بأنها «وفي حال عجز الأشقاء والأصدقاء عن حماية المتظاهرين والمعتصمين سلمياً في اليمن ستجد نفسها غير قادرة على المضي في التوقيع على اتفاق تشير الدلائل على أن النظام يريد أن يوظفه لسفك المزيد من دماء الشعب، كما دلل على ذلك خلال الأيام الماضية». وقال البيان: «لقد وافقنا على الاتفاق (المبادرة الخليجية) لتجنيب شعبنا المزيد من سفك الدماء، فإذا لم يتحقق ذلك وواصلت أجهزة العائلة قتل أبنائنا وشعبنا فما الذي يتبقى من مبرر لذلك. لتستمر في القتل، ولتستمر في ارتكاب مجازرها، وستتحمل وحدها وزر ما ترتكبه من جرائم، فالثورة ماضية في طريقها إلى النصر بإذن الله». واختتم البيان: «إن الأشقاء والأصدقاء اليوم مطالبون بموقف جاد وواضح لا لبس فيه - أذا ما أريد للاتفاق أن يمضي إلى غايته بنجاح - بإدانة هذه المجازر التي ارتكبتها الأجهزة العسكرية والأمنية التي طالما حذرنا ونبهنا من أنها بقياداتها الأسرية والعائلية كانت ولا تزال وراء ما أصاب هذه البلد من كوارث، وما يمارس اليوم من عنف وسفك للدماء». ودان حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وحلفاؤه من أحزاب «التحالف الوطني الديموقراطي» ما «أقدمت عليه أحزاب اللقاء المشترك من جريمة الدفع بعناصرها المسلحة وبعض المغرر بهم إلى الاعتداء على الشباب المعتصمين في مدينة الثورة الرياضية بصنعاء وعلى الممتلكات العامة والخاصة». وقال هؤلاء في بيان «إن هذه الأعمال التخريبية التي دفع بها المشترك تسقط مزاعم النضال السلمي التي يتشدق بها قادته وتندرج في إطار التصعيد المستمر من قبل تلك الأحزاب لارتكاب أعمال العنف وإشاعة الفوضى والإضرار بمصالح الناس وممتلكاتهم». وأضاف إن المعارضة «تهدف من ممارسة هذه الأعمال إلى سقوط مزيد من الضحايا بغرض إفشال مبادرة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي». وفي سياق متصل عبرت السفارة الأميركية في صنعاء، عن استياءها من أعمال العنف التي وقعت الأربعاء وحضت قوات الأمن على الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين. وقالت السفارة في بيان: «من المثير للقلق أن أحداث العنف وقعت عشية توقيع اتفاق تاريخي بين الحكومة وأحزاب اللقاء المشترك من شأنه تحقيق انتقال السلطة الذي يؤدي إلى انتخابات رئاسية جديدة في تموز (يوليو) 2011 من طريق الوسائل السلمية والديموقراطية والدستورية». ودعت جميع المواطنين اليمنيين الى «إظهار التزامهم بالانتقال السلمي من طريق تجنب جميع التظاهرات والخطب والمسيرات الاستفزازية في الأيام المقبلة». من جهته، اعلن الرئيس اليمني انه يعترض على وجود ممثلين قطريين في مراسم توقيع الاتفاق في الرياض، وقال لقناة «روسيا اليوم» التلفزيونية الناطقة بالعربية امس انه يعترض على وجود قطر في مراسم توقيع المبادرة متهما اياها ب «التآمر ضد اليمن».