وادي خالد (لبنان) - أ ف ب - رصدت وكالة «فرانس برس» عند معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد (شمال لبنان) هروب مئات المواطنين السوريين، بعد اشتباكات حصلت في مدينة تلكلخ السورية المقابلة ليل اول من امس، وفق ما افاد عابرون سيراً على الأقدام في اتجاه الاراضي اللبنانية. وسجل انتشار كثيف للجيش اللبناني مع سيارات عسكرية وملالات في محيط المعبر، وجلس عناصر من الجيش من الجهة اللبنانية للمعبر يدوّنون اسماء الواصلين. وتبعد تلكلخ نحو كيلومترين عن معبر البقيعة. وقال يحيى مرعي (50 عاماً) الذي وصل مع زوجته وطفليه ان «الجيش السوري يفرض طوقاً امنياً على كل مخارج تلكلخ، ويسمح للمواطنين بالخروج منها، لكن الدخول ممنوع». وأوضح ان «تظاهرة جابت المنطقة عصر اول من امس، فتدخلت على أثرها القوى الامنية وحصل اطلاق رصاص ادى الى سقوط عدد من الجرحى من أبناء المنطقة، وخلال الليل، سمعنا اطلاق نار كثيفاً في الشوارع وعند مداخل تلكلخ لم نعرف مصدره. وقررنا المغادرة خوفاً من تجدد الاشتباكات». وقالت ام احمد صوان (60 عاماً): «هربت مع زوجة ابني وأحفادي الثلاثة وبقي ابني داخل تلكلخ لأن الاطفال كانوا يبكون طوال الليل»، وأشارت الى انها تقصد مع افراد عائلتها منزل شقيقتها في وادي خالد. وكشف عدد من سكان وادي خالد رفضوا الكشف عن اسمائهم انهم رأوا «ليلاً مركزاً امنياً يحترق قرب البقيعة في الجانب السوري من الحدود على النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسورية». وفيما ذكر بعضهم ان المركز تابع للمخابرات السورية، قال آخرون انه مركز للهجانة السوريين المكلفين مراقبة الحدود. وقال الرئيس السابق لبلدية المقيبلة الواقعة في منطقة وادي خالد محمود خزعل، والذي كان ينتظر اقارب وأصدقاء عند المعبر ان «حركة النزوح بدأت خفيفة منذ مساء اول من امس مع نزوح عدد من العائلات. لكن منذ الثامنة صباح امس، بلغ عدد العابرين نحو 700 شخص». ولفت مراسل «فرانس برس» الى ان معظم الواصلين «من النساء والاطفال وبعض كبار السن، ويحملون الاكياس والحقائب والفرش والبطانيات». وكانت السيارات تنزلهم قبل المعبر الترابي ويقطعون المسافة على الأقدام وصولاً الى الاراضي اللبنانية. والبقيعة ليس معبراً رسمياً ويستخدمه حصراً اهالي وادي خالد للدخول الى سورية والخروج منها، وهو محظور عادة على السوريين. إلا ان عدداً من الواصلين افادوا بأنهم لم يتمكنوا من سلوك معبر جسر قمار الرسمي المخصص للسيارات والواقع على بعد كيلومتر من البقيعة بسبب اقفال الطريق المؤدية اليه بالحجارة والدواليب. وأشار خزعل الى ان غالبية القادمين «لهم اقارب في منطقة وادي خالد من خلال المصاهرة».