لندن - رويترز، أ ف ب - اكتملت التحضيرات أمس لحفلة زفاف الأمير ويليام وكيت ميدلتون التي تستقطب اليوم اهتمام العالم وتحظى بمدعوين منتخبين إلى المناسبة الملكية البريطانية، بدأوا يتوافدون إلى لندن. ويستقبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بعض هؤلاء المدعوين، مثل ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيسة وزراء استراليا جوليا غيلارد. كما تعد الملكة إليزابيث بدورها استقبالاً، لكن المدعوين المثيرين للجدل لن يحظوا باستقبال مميز. وبعد الانتهاء من وضع الزهور والأشجار التي يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار، حضر العروسان إلى كاتدرائية ويستمنستر لإجراء التمارين على حفلة الزفاف، ولكن من دون الزي الرسمي، خلافاً لفرقة الشرف العسكرية التي بدأت تحضيرها للتمارين الأخيرة، واحتشد مئات الرجال من مشاة وخيالة على الطريق الذي سيسلكه العروسان، والذي يمتد نحو كيلومترين. وبعد التمارين، غادر العروسان الكاتدرائية سراً، ما أثار استياء عشرات المعجبين الذين نصبوا الخيام واستلقوا على الأرصفة. وبدا العروسان متماسكين أثناء التمارين، فالأمير ويليام مارس رياضة كرة القدم أول من أمس مع أصدقائه قبل أن يعود إلى لندن على متن دراجة نارية. أما كايت فشوهدت ببنطلون جينز وسترة زهرية اللون، تنقل حقائب من السيارة أمام قصر كلارينس هاوس الملكي. وجرى الكشف عن أسرار مرتبطة بحفلة الزواج، منها البرنامج الرسمي للحفلة، غير أن السر الأكبر يبقى فستان العرس. وكتب العروسان: «المودة التي أحاطت بنا مؤثرة جداً، ونحن متأثران جداً». وستكون والدة العريس الأميرة ديانا حاضرة في ذهن ويليام وكايت اللذين اختارا اختتام حفلة زفافهما بموسيقى ويليام والتون التي عزفت في عرس ديانا والأمير تشارلز في 1981. وحرص الأمير ويليام دائماً على إبقاء ذكرى والدته حية، فالأمير الشاب الذي كان يبلغ من العمر 15 سنة عند وفاة والدته، قدم إلى كايت خاتم خطوبة ديانا المرصع بالياقوت والماس. وكايت التي بدت متأثرة جداً، أقرت بأن هذه الهدية «خاصة جداً جداً»، ووعدت بالاعتناء بها. وكان الشابان اختارا عدم اعتماد البذخ الذي تميز به زفاف ديانا وتشارلز، فاختارا كاتدرائية ويستمنستر بدلاً من كاتدرائية سانت بول. لكن ويستمنستر لا تخبئ ذكريات جميلة.. ففيها رافق ويليام وشقيقه الأصغر هاري نعش والدتهما بعد حادث السير الذي أودى بحياتها في باريس في العام 1997. وتحت القبة، وجه الكونت تشارلز سبنسر شقيق ديانا تحية إليها اعتبرت انتقادية جداً للعائلة المالكة. وسيكون الكونت سبنسر بين الحضور، جالساً إلى يسار صحن الكاتدرائية خلف عائلة كايت مباشرة، وليس إلى اليمين مع عائلة ويليام. وكان ويليام اصطحب الأسبوع الماضي كايت إلى ضريح ديانا في مقر عائلة سبنسر في ألثروب (وسط)، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام، لكنه قطع المجال أمام الذين يعمدون إلى المقارنة بين كايت وديانا قائلاً عند الإعلان عن خطوبته «ما من أحد ينوي أن يحل مكان والدتي». وتبلغ كايت التاسعة والعشرين من عمرها اليوم فتتقارب وويليام (28 سنة) في السن. أما ديانا، فكانت في العشرين من عمرها عندما تزوجت من ولي العهد البالغ من العمر آنذاك 32 سنة، والذي كانت تستعجله عائلته للزواج وإنجاب وريث. ويحاول الأمير ويليام خلافاً لوالده الأمير تشارلز (62 سنة) الجامد والمجبول بالتقاليد، أن يعيش حياة طبيعية قدر المستطاع بالنسبة لأحد أفراد العائلة المالكة. وتقول بيني جونور التي وضعت سيرة الأمير تشارلز وتحضر كتاباً عن حياة ويليام «ويليام يحضر طعامه بنفسه ويرتب سريره. يتصرف كإنسان عادي». وتوضح «انه من طينة جيدة انه إنسان بسيط جداً. يفضل أن ينادى ويليام وليس سمو الأمير. لا أظن أن ذلك عائد إلى كونه شاباً. فالأمير تشارلز كان يحبذ ذلك حتى عندما كان شاباً». وشهدت كاتدرائية ويستمنستر مكان حفلة الزواج محطات كبرى في تاريخ العائلة الملكية البريطانية، من بينها زواج وتتويج الملكة إليزابيث الثانية ومأتم الأميرة ديانا. وعندما تتقدم كايت ميدلتون باتجاه صحن الكاتدرائية اليوم ستسير بذلك على خطى نساء أخريات من العائلة، فقد شهدت أعلى قبة قوطية في إنكلترا زواج الأميرة الشابة إليزابيث على الأمير فيليب في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947. وبسبب التقشف بعد الحرب العالمية الثانية اقتصر عدد المدعوين على الألفين، فيما دعا الأمير ويليام وكايت ميدلتون 1900 شخص إلى زواجهما. في المقابل وخلال تتويج إليزابيث ملكة العام 1953 بنيت مدرجات ومنصات لاستيعاب 8251 مدعواً. وشهدت الكاتدرائية مأتم الأميرة ديانا في 1997 ومأتم الملكة الأم والدة الملكة الحالية التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة وتوفيت في 2002 عن 101 سنة. وستتابع غالبية المدعوين المراسم عبر شاشات وضعت إلى جانب المقاعد، إذ أن هندسة الكنيسة حيث يفصل سياج من الحجارة صحن الكاتدرائية عن بقية أرجائها تمنعهم من رؤية العروسين وعائلتيهما. واختارت كايت أن تخالف التقليد لتصل في سيارة إلى الكاتدرائية بدلاً من عربة تجرها جياد، لكنها قد تحذو حذو الأميرة إليزابيث ووالدتها من قبلها بوضعها باقة زواجها على ضريح الجندي المجهول. ومن أبناء الملكة إليزابيث، اختارت الأميرة آن (والكابتن مارك فيليبس) والأمير اندرو (مع ساره فرغسون) الزواج في ويستمنستر. أما الأمير ادوارد فتزوج صوفي ريس جونز في كنيسة القديس جورج في قصر وندسور بينما عقد «زواج العصر» بين تشارلز وديانا في كاتدرائية القديس بولس الأفخم. وكاتدرائية ويستمنستر تتمتع بوضع ملكي خاص يجعلها تابعة مباشرة للملكة رأس الكنيسة الأنغليكانية، وليس لرعية أو أبرشية. أسس الكاتدرائية الرهبان البندكتيون في العام 960 وهي المكان الرسمي لمراسم التتويج منذ ويليام الفاتح في 1066. وقد تم تتويج 38 ملكاً وملكة فيها، كما دفن فيها 17 ملكاً إلى جانب ثلاثة آلاف شخصية كبيرة، بينهم اسحق نيوتن وتشارلز داروين. ويضم «ركن الشعراء» الأسماء الكبيرة في عالم الأدب أمثال تشارلز ديكنز والشاعر جيفري شوسير فيما يحصل آخرون على تكريم مثل جاين اوستن وويليام شكسبير.