ربما بدت الفكرة مجنونة بالنسبة لكثيرين، لكن أكثر من عالِم نووي نصح اليابانيين بتنظيف التربة في المنطقة المحيطة بمفاعلات فوكوشيما، عبر زراعة... حشيشة الكيف، أو بالأحرى القنّب الهندي، وهو النبات الذي تنتمي إليه الحشيشة. ونقلت صحيفة «ميدي ليبر» الفرنسية أن برنار بيجو الأمين العام ل «هيئة الطاقة الذرية الفرنسية» اقترح زراعة القنّب الهندي في المنطقة المحيطة بمفاعلات فوكوشيما، مشيراً إلى تمتع أوراقه وجذوره بالقدرة على امتصاص المواد النووية التي تسربت إلى الأرض، عقب الزلزال والتسونامي اللذين اجتاحا تلك المفاعلات أخيراً. والمعلوم أن الفارق بين حشيشة الكيف والقنّب الهندي يكمن في أن الأخيرة تحتوي كمية أقل من مادة «تي أتش سي» THC التي تؤثّر على الحال النفسية والإنفعالية للإنسان. وبيّن بيجو أن نبتة القنّب الهندي تستطيع امتصاص ما يزيد على 80 في المئة من المواد المُشعّة من التربة، إضافة إلى قدرة الأوراق على التقاط المواد عينها. ويشير العلماء إلى عملية تخليص التربة من المواد النووية باستخدام النبات، بمصطلح «فايتوريميدايشن» Phytoremedation. وأيّد سلافك دوشنكوف، وهو اختصاصي في الفيزياء النووية في جامعة نيوجيرسي الأميركية، هذا الرأي. وحضّ دوشنكوف اليابانيين على زراعة الحشيشة في منطقة فوكوشيما بكثافة، من أجل التخلص من المواد النووية وإشعاعاتها. ولاحظ أن اليابانيين ليسوا معتادين على هذا النوع من الزراعة، ما يعني أن الأمر يتطلّب تشريعات تسمح بزراعة القنّب الهندي في تلك المنطقة. وأشار دوشنكوف وبيجو إلى أن النقطة المهمة في هذا الموضوع هو التعامل مع نباتات الحشيشة المزروعة في تلك المنطقة، كأنها نوع من النفايات المُشعّة، ما يعني إتّباع طرق علمية صارمة أثناء حرقها والتخلّص منها.