ارتفعت أسواق النفط أمس مدعومة بتراجع مخزون الخام الأميركي للأسبوع الرابع على التوالي، لكن تنامي الإنتاج حد من مكاسب الأسعار. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس 0.2 في المئة إلى 56.69 دولار للبرميل مقارنة بالتسوية السابقة. وسجلت عقود خام القياس العالمي «برنت» 62.79 دولار للبرميل مرتفعة 0.6 في المئة عن إغلاقها السابق. وتراجع مخزون النفط الخام في أميركا 5.1 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) مواصلاً انخفاضه للأسبوع الرابع على التوالي ومسجلاً 442.99 مليون برميل، وهو أقل مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وفي السياق، أكدت «وكالة الطاقة الدولية»، أن من المرجح أن تظهر سوق النفط العالمية فائضاً في النصف الأول من 2018 في وقت سيبدد تنامي الإمدادات الأميركية أثر التزام «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) بالإبقاء على خفوضاتها الإنتاجية لكامل العام المقبل. ولفتت الوكالة التي مقرها باريس في تقريرها الشهري عن سوق النفط إلى أن «إجمالي نمو الإمدادات قد يتجاوز نمو الطلب، إذ قد يبلغ الفائض في النصف الأول 200 ألف برميل يومياً قبل أن يتحول إلى عجز بنحو 200 ألف برميل يومياً في النصف الثاني، ما يعني سوقاً متوازنة إجمالاً في 2018». وأضاف التقرير أن «الكثير قد يتغير في الأشهر القليلة المقبلة، لكن يبدو أن آمال المنتجين في عام جديد سعيد مع استمرار انخفاض المخزون في 2018 بالوتيرة ذاتها البالغة 500 ألف برميل يومياً التي شهدناها هذه السنة لن تتحقق». وأبقت وكالة الطاقة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط من دون تغيير لهذه السنة عند 1.5 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج من خارج «أوبك» 600 ألف برميل يومياً هذه السنة ثم يزيد 1.6 مليون برميل يومياً العام المقبل. وأشارت الوكالة إلى إن مخزون النفط التجاري في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجع 40.3 مليون برميل في تشرين الأول إلى 2.94 بليون برميل وهو أدنى مستوى منذ تموز (يوليو) 2015 ويزيد 111 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات وهو هدف أوبك في ما يخص المخزون». وتقدر الوكالة أن يبلغ الطلب على نفط «أوبك» في 2018 في المتوسط 32.5 مليون برميل يومياً بارتفاع 100 ألف برميل يومياً تقريباً عن متوسطه منذ مطلع العام البالغ نحو 32.4 مليون برميل يومياً، ما يشير إلى انخفاض مستمر للمخزون. لكن وتيرة زيادة الإمدادات العالمية بقيادة الولاياتالمتحدة تعني أن المخزون سيرتفع أوائل العام المقبل، إذ من المتوقع أن ينمو إجمالي إنتاج النفط 1.1 مليون برميل يومياً العام المقبل. وأفاد التقرير بأن «الحسابات تشير إلى أن مخزون النفط العالمي سيزيد في الربع الأول من 2018، 300 ألف برميل يومياً بافتراض استقرار إنتاج أوبك عند 32.5 مليون برميل يومياً»، مضيفاً أن «الصورة العالمية أكثر تبايناً في تشرين الثاني (نوفمبر)، فحتى إذا كان مخزون النفط انخفض في الولاياتالمتحدة وسنغافورة، فإنه زاد على الأرجح في مواقع أخرى بما في ذلك الصين وأوروبا واليابان». إلى ذلك، قال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي أمام صحافيين، إن الكويت تعتزم تعديل استراتيجيتها النفطية لتستهدف الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 4.750 مليون برميل يومياً في 2040 بدلاً من أربعة ملايين برميل يومياً في 2030. وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة ستتضمن القدرة على إنتاج 500 ألف برميل يومياً من المنطقة المحايدة مع السعودية و4.250 مليون برميل يومياً داخل الكويت. وأكدت مصادر تجارية أن «شركة نفط البحرين» (بابكو) الحكومية طرحت شحنة نفط خام فورية للتحميل في كانون الثاني (يناير) عبر عرض، في خطوة غير معتادة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عمل «روسنفت»، أكبر شركة نفط روسية، في كردستان العراق مفيد للإقليم شبه المستقل وكذلك للاقتصاد الروسي». في سياق متصل، أكد رئيس دائرة العقود والأسعار في وحدة التصدير التابعة لشركة «غازبروم» سيرغي كومليف، أن «حصة شركة الغاز الروسية العملاقة في سوق الغاز الأوروبية تتجاوز 33 في المئة هذه السنة». وأضاف أن «الانفجار الذي وقع في مركز باومغارتن النمسوي للغاز، يظهر الحاجة إلى تنويع مسارات تصدير الغاز في وقت يتجه استهلاك أوروبا من الغاز للارتفاع في الأعوام المقبلة». وأشار إلى أن «توقعاتنا تظهر أنه ستكون هناك حاجة إلى 47 بليون متر مكعب إضافية من الغاز المستورد للاستهلاك في 2025 و74 بليوناً بحلول عام 2035».