بيروت - رويترز - تدعو الكاتبة السورية نادية الغزي منطلقة من خلال كتابها "الطيب والعطر في الشرق" الناس الى التعطر بما انتجه الشرق وما ينتجه. تقول نادية الغزي "فليتعطر اهل الدنيا بعطور الشرق وليمزجوا عشرات الروائح العابقة في الكون. وليتطيب اهل الدنيا بالمسك والعنبر والمر والند والبان.. فحكاية العطر لعلها بدأت او لم تبدأ بعد. ورشات الشذى المنتشرة في آسية تتحدث كل صباح عن الالوان والغزلان والزهر." جاء الكتاب في 199 صفحة متوسطة القطع واحتوى على صور لزهور ونباتات وحيوانات وغير ذلك من مصادر الطيوب الشرقية. وصدر الكتاب عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت. استهل الكتاب بعنوان "بعض ما ذكر عن الطيب والعطر في القرآن الكريم" وفيه آيات من سورتي الانسان والرحمن. تبع ذلك بندان من الحديث الشريف مأخوذان من صحيح البخاري. ثم انتقلت المؤلفة الى عنوان آخر هو "ذكر العطور والبخور والطيب في الإنجيل" وفيه ثلاثة من "رؤيا يوحنا - انجيل متى". اما محتويات الكتاب فجاءت العناوين الرئيسية لموادها على الشكل التالي: الطيوب الحيوانية. العطور النباتية. الاسواق الكبرى في الجاهلية. مع العطر والطيب في الحضارات القديمة. العطور والادهان المستخرجة من النباتات. الزيوت العطرية. وتحت كل عنوان من عناوين فرعية عديدة وتقسيمات مختلفة وايراد لانواع من العطور المستخرجة من مصارها العديدة. عنوان آخر يروي بعض جوانب القصة وهو "بداية القصة مع العطر". هنا كلام للدكتور زهير البابا يقول فيه "بدأت قصة الانسان مع العطر... عندما بدأ ساكن الارض القديم يستخلص الزيوت العطرية فيصنع بعض الخامات النباتية مثل خشب الارز وكان يضع الاعشاب بعد قطعها في قدور كبيرة يغلي فيها الماء ثم يأتي بقطع من صوف جز الغنم فيضعها على القدور. "وعندما كان البخار المتصاعد يمر خلال الصوف كان كثير منه يتكاثف في حنية الاصواف! بعدها كانت الاصواف المشبعة تؤخذ وتعصر للحصول على السوائل المقطرة التي تحتوي على المواد العطرية." اضافت تقول "انها طريقة من عشرات الطرق.. لكنها كانت بداية طريق الطيب والعطر.. وهي الطريقة التي استخدمها السومريون والكلدانيون والعموريون والفينيقيون والآراميون وغيرهم. "في مناطقنا الخالدة.. مناطق الزيتون.. كان العطر يثبت بواسطة زيت الزيتون فهو اروع المثبتات العطرية ومثله اللبان - الكندر .. الجاوي.. الميعة Storax وهي مشهورة حتى يومنا في حلب وقد جاء ذكرها في موسوعة خير الدين الاسدي. "ومن طرق العطر جعله مسحوقا بعد التجفيف النباتي ويسمى ذرور الطيب. ومن الطرق مزج انواع الطيوب والعطور بما يسمى الغالية وقوامها نصف سائل ولها انواع." وختمت قائلة ان حنين بن اسحق شيخ المترجمين في عصر المأمون اطلق "اسم الصعتر ليفرقه عن الشعير لأن اللغة كانت بلا تنقيط وذلك عند استخراج عطر الصعتر. وهذا يدل على حسن بلاغة العرب وعلى اهتمامهم بالبحث الموثق عن العطور." ويأتي بعد ذلك عنوان "في التراث الهندي" وفيه "يرتبط العطر في التراث الهندي بزهرة تتشكل من اربع وستين بتلة وهي عدد اشكال الحب في "الكاما شاترا" Cama-Sutra . بعد ذلك نقرأ "تقسم المواد العطرية الى: (أ) عطور نباتية وهي قسمان: 1- عطور نباتية. 2- مواد عطرية حيوانية وتدعى الطيوب. (ب) عطور صناعية تمزج فيها انواع العطور وتستقطر او تعالج بالزيوت .. او تصنع ادهانا." في الحديث عن الطيوب الحيوانية تتحدث المؤلفة عن غزال المسك وفأر المسك وعن ذلك تفاصيل كثيرة. في الحديث عن المسك مثلا لفتت الى امر فقالت ان اسماء المسك تتقارب في اللغات القديمة والحديثة وفي اللغات الشرقية والغربية "فهو مأخوذ من مصدر واحد والمعروف ان ثلاثة ارباع المسك مصدره الصين الى العالم اما الباقي فمن آسية." اما العنبر فتقول انه نباتي المنشأ "وهو يدعى في اللغة الدارجة كهرمان." وفي باب العطور النباتية تقول "ان العطور النباتية هي الزيوت الاساسية في النبات... وتستخلص بعدة طرق منها: الذوبان . الانحلال. التقطير. العصر. النضج. الرش. وتسمى العطور. "اما اين توجد! فهي مطروحة في ارض الله الواسعة. في الجذور العميقة.. في لحاء الشجر!" في الكتاب ثراء في المعلومات والتفاصيل بشأن النباتات والزهور وغيرها.