قام أحد الأزواج من جنسية عربية بتطليق زوجته بعد أن رزقه الله منها بثلاثة أطفال، أما عن السبب الحقيقي خلف الطلاق أو التطليق فهو اكتشافه أن بالطفل الأخير إعاقة ذهنية اعتبرها وصمة عار بالنسبه إليه، وعلى رغم أنه أساء معاملتها ومعاملة الطفل المبتلى بالإعاقة إلا أنها فضَّلت الصبر عليه والبقاء معه، وعلى رغم ذلك قام بتطليقها من دون أن يكون لها أدنى ذنب، فالله هو الذي اختار هذا الابن بالذات ليمتحنه وليمتحن به أسرته ووالدته، فلماذا يحمِّلها الذنب هي على رغم أنها مجرد حاملة للطفل الذي وضعه هو في أحشائها ومسؤوليته هو الوقوف بجانبها ومساعدتها في رعاية طفلهما ومحاولة تخطي الأزمة التي جرحت قلبيهما وأثرت في الأسرة بشكل عام؟ لا تعليق سوى أن المواقف وحدها تثبت معادن الرجال والآباء، وشخص كهذا لا يستحق سوى شكراً فقط، شكراً على الدعم والمشاركة، وشكراً على الأصل الطيب، مع سؤال واحد: مَنْ مِنَّا يضمن نفسه وماذا سيحدث له غداً؟ من يضمن صحته؟ من يضمن عقله؟ من يضمن عمره؟ إحدى الزوجات السعوديات أصاب زوجها فشل كلوي فلم تتركه ولم تخذله، بل سارعت وتطوَّعت وتبرعت له بكليتها بعد تحاليل أثبتت أنها مطابقة لجسمه، وبعد أن اشتد عوده وقويت صحته أهداها زوجة ثانية لم تكن على خريطة حياته وقتما كانت صحته في خطر... الغريب أن الزوج استغرب جداً غضب زوجته من زواجه المفاجئ، واستغرب أنها طالبته بكليتها وبالطلاق، لم يتمكَّن هذا الشخص من الربط بين فعلها وفعله، وجوابي لها كان شخص كهذا لا تنتظري منه شكراً يا سيدتي والدنيا لا تدوم لأحد، فقط سؤالي إلى هذا الرجل لو عكسنا الوضع وقمت أنت بالتبرُّع لها بكليتك ثم «بعد أن حصلت عليها طالبتك بالطلاق أو خالعتك كونك أصبحت ضعيفاً أو هزيلاً أو ما شابه» ماذا ستشعر وقتها؟ وصلتني خطابات شكر عدة من جهات مختلفة، أغلاها على نفسي وأقربها إلى قلبي خطاب شكر من المرحوم بحول الله الدكتور غازي القصيبي على مقال «مدبرة منزل» عام 2009، والثاني من مدير السجون اللواء علي بن حسين الحارثي بشأن مقال «نحتاج متخصصين»، تعودنا أن ينفي بعض المسؤولين الكثير من الحوادث، أما أن يتفاعلوا مع مقالك ويستمعوا إلى صدى صوتك ويشكروك بخطاب رسمي جميل فهذه دلالة رائعة على مؤشرات أروع، ولا أملك إلا أن أقول للجميع كل الشكر، وأكثر من الشكر لو استطعت للصحيفة الراقية التي أهدتني زاوية أخاطبكم من خلالها وأنقل صوت المواطنين إلى المسؤولين، شكراً لكل من يقرأ ولكل من يتفاعل، شكراً لخطابات المسؤولين وشكراً لخطابات البسطاء، وكلها موضع احترامي وتقديري، كونها تحمِّلني مسؤولية كبيرة، وكونها تُدخل إلى نفسي بهجة محببة، أدعو الله أن يجعلني على قدر الثقة وكل هذا الود الذي تحيطونني به. ألف شكر للجميع. [email protected]