أطلقت السعودية والصين مبادرة «طريق الحرير الرقمي»، خلال حضور وفد من المملكة اجتماعاً مع لجنة التنمية الوطنية والإصلاح الصينية، جرت خلاله مناقشة إيجاد آلية لتفعيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي 2016، المتعلقة ب«تعزيز تنمية طريق الحرير المعلوماتي»، كما تطرق الاجتماع إلى مواضيع عدة شملت مجالات التعاون في القطاع الرقمي، والتجارة الإلكترونية، إلى جانب استعراض التجربة الصينية في بناء المدن الذكية. وشاركت المملكة، ممثلة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، في أعمال مؤتمر «إنترنت» العالمي في الصين. يذكر أن السعودية كانت وقعت مع الجانب الصيني في العاصمة الرياض مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ولجنة الإصلاح والتنمية في الصين، إضافة إلى برنامج تنفيذي لما تضمنته مذكرة التفاهم لتعزيز تنمية طريق الحرير المعلوماتي، الهادفة إلى تعزيز التعاون بين البلدين وتبادل الخبرات في مجال تطبيقات الاتصالات وتقنية المعلومات، بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والشركات، وكذلك تنفيذ إنشاء مشروع طريق الحرير عبر الإنترنت للتجارة الإلكترونية بين البلدين، واختيار ثلثا مدن من كلا الجانبين وبناء منصات التبادل التقني، وأيضاً التعاون في مجال تنمية رأس المال البشري والتدريب، وفي المجالات المتعلقة بالاتصالات وتقنية المعلومات، مثل شبكات إنترنت (النطاق العريض)، وخدمات الأقمار الصناعية، والمحتوى الرقمي، والحوسبة السحابية، وتنمية الموارد البشرية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى التعاون بين الطرفين في مجال التدريب والتعليم، وتبادل الخبرات بهدف تأهيل الموارد البشرية في مجالي الاتصالات وتقنية المعلومات، ودعم التعاون بين الطرفين في المؤسسات ذات الصلة، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات، والجامعات والشركات. شاركت المملكة، في أعمال مؤتمر «إنترنت» العالمي، الذي اختتم أعماله في بلدة ووتشن بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، بتنظيم من إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية وحكومة مقاطعة تشجيانغ، وذلك بمشاركة من الشخصيات الرائدة من الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والدوائر المختصة بقطاع التقنية، إلى جانب المنظمات غير الحكومية ذات الصلة. وترأس وفد الوزارة المشارك في أعمال المؤتمر وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للتخطيط والتطوير الدكتور محمد المشيقح، إذ ركز المؤتمر على استعراض عدد من المواضيع المتعلقة بالإنترنت، مثل الاقتصاد الرقمي والتقنية المتقدمة وحوكمة الفضاء الإلكتروني. وكشف المشيقيح، خلال كلمته في المؤتمر، أن المملكة شرعت في إجراء التحول الاجتماعي والاقتصادي المنشود، الذي تقوده رؤية 2030، الرامية إلى إحداث تغييرات جذرية تطاول كثيراً من أوجه الحياة، وصولاً إلى الريادة في النواحي كافة، معرباً عن مضي القيادة السعودية قدماً في تمكين الشباب من طريق تطوير مواهبهم وإنشاء مختبرات الابتكار في شتى أنحاء المملكة. ودعا المشيقح الحضور إلى تعزيز الشراكات، والاستفادة من قدرات المملكة الاستثمارية والجغرافية، وصولاً إلى نقل المعرفة وإحزار تقدم في مجال التقنية، التي تراهن المملكة عليها باعتبارها مورداً معرفياً واقتصادياً. وتطرق وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للتخطيط والتطوير إلى التحول السريع الذي يحدث بالمملكة في الجانب المعني بالاتصالات وتقنية المعلومات، مشيراً إلى أن «مدينة نيوم» المقبلة ستكون محور الذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي والتصنيع والطاقة المتجددة في العالم. من ناحيته، قام الوفد السعودي المشارك، قبيل انطلاق فعاليات المؤتمر، بزيارة إلى مركز أبحاث «هواوي» في شنغهاي، بهدف الاطلاع على أحدث التقنيات في البنية التحتية والمدن الذكية والتجربة الصينية في تمكين الاقتصاد الرقمي في الأماكن المغلقة.