عندما نشير إلى الفنان ب«المبدع والمميز» في قدراته الفنية والثقافية في مجاله الفني فإن ذلك دليل على نجوميته، فالمطرب الحقيقي هو الذي يأتي بهوية مغايرة وأسلوب يجعله علامة بارزة في ساحة الطرب، ومن ثم المنافسة على قمتها. لازلنا نتذكر بزوغ نجم الفنان الجميل صوتاَ وحساً عبد الهادي حسين في مرحلة كانت القمة يتربع عليها الراحل «طلال مداح، ومحمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وطلال سلامة»، إذ كانت إطلالته بصوته الجميل وألحانه الساحرة مصدر قلق لكل نجوم الطرب الخليجي، فهو ينتمي إلى الجيل الخامس إن جاز التعبير ليعيد للمتذوق الطرب السعودي الأصيل. وعلى رغم نجوميته وبروزه كصوت سعودي قادم للساحة الخليجية والعربية، إلا أنه علينا الاعتراف أن ذلك الإنتاج توقف ولا ندري ما هي الأسباب والدوافع في عدم ظهور نجم سعودي لساحة الطرب، في الوقت الذي قدم فيه الفنان عبدالهادي حسين إنتاجاً مختلفاً في إيجاده لتصوير الألحان بروح العصر وثقافة المتلقين في هذا العصر، إذ أبدع في صياغتها، فضلاً عن التصور الجميل الذي أوصله للمستمع المثقف موسيقياً في الوقت الذي لم يتجاوز قواعدها الطبيعية الأصيلة. ونستطيع القول إن عبدالهادي حسين فنان لم يقف في دائرة لمدرسة فنية مكررة، فهو ابن المدرسة الموسيقية وقواعدها ونظرياتها، إلى جانب ذلك تتلمذ على نفسه كما تشبع بالألحان العربية القديمة الأصيلة، معتمداً على موهبته وخياله الواسع وعمقه الثقافي، كذلك عمل على تطوير أفكاره وصياغتها وتهذيبها بأساليب ذات هوية عصرية ذات صدى لتصل للمستمع. وبعد فترة من الغياب تساءل جمهور عبدالهادي حسين عن سر وأسباب غيابه، إلا أنه ظل صامتاً ولم يصرح عن ذلك الغياب الطويل بشأن عدم تقديمه أي طرح جديد، ولكنه فاجأ هذا العام 2017 جمهوره بطرح أغنية «لبى قلبك»، من ألحانه وغنائه وكلمات وتوزيع موسيقي لعمر إسماعيل، فيما يلاحظ من ناحية الأداء أنه أبدع في توظيف قدراته الصوتية وإحساسه في ترسيخها لدى المستمع. أما في الجانب اللحني فإنه قدم سياقاً لحنياً توافقياً انعكس ذلك على جانب التوزيع الموسيقي الذي عمل تصويره الموزع الموسيقي عمر إسماعيل، إذ تجد كل نغمة من الآلات الموسيقية صفة التأثير الجمالي للنغمة التي تليها، ومن هنا تأثر عبدالهادي حسين بقدرته السعودية والحسية من خلال البناء الموسيقي المتكامل للعمل فقدمه بذائقة فاقت لغة الطرح والاستشعار والقراءة الفنية. من جانبه، ثمن عبدالهادي حسين اهتمام الجمهور المحب لفنه وشخصه، مشيراً إلى أن ذلك يدل على الوفاء والحب الذي يشعره بالاهتمام لتقديم أعمال جديدة تبلغ مرامي متذوقي فنه والطرب الأصيل، لافتاً إلى أن غيابه عن ساحة الطرب يرجع لسفره خارج الوطن لإكمال تحصيله العلمي، ومن ثم العودة لمضمار المنافسة في ساحة الأغنية. وعن قراءته للمشهد الحالي للأغنية أعرب عن سعادته لما يقدم من طرح عصري مختلف، إضافة إلى جهود هيئة الترفيه في دفع الحراك الفني في إقامة الأمسيات الفنية والموسيقية، مؤكداً أن ذلك يشعل المنافسة ويعيد بروز الأغنية السعودية في الساحة العربية.