لم تثن الاضطرابات السياسية التي تمر بها مصر، المصريين عن الاحتفال بشم النسيم (عيد الربيع). وتبين أن ما أنفقوه على شراء الرنجة والفسيخ لمناسبة شم النسيم يبلغ أكثر من 290 مليون دولار. وشهدت الأسواق المحلية إقبالاً هائلاً على هذين النوعين المدخنين والمملحين من الأسماك. وجاء شم النسيم هذه السنة مضمخاً بطعم الثورة، لكن الأسعار سجلت ارتفاعات كبيرة، وصلت إلى 20 في المئة، فبدأ سعر الفسيخ ب 70 جنيهاً (11.75 دولار) للكيلوغرام، وزاد سعر الليمون إلى مستوى قياسي مسجلاً ما بين 12 و15 جنيهاً للكيلوغرام. وحول التقديرات الاقتصادية المتعلقة بفاتورة إنفاق المصريين على المأكولات المتعلقة بأعياد «شم النسيم» رأى خبير الاقتصاد مختار الشريف «أن من الصعب جداً معرفة الرقم الحقيقي لمعدل استهلاك وإنفاق المصريين في الأعياد خصوصاً شم النسيم، لكن في المتوسط يقدر عدد الأسر التي تشتري الفسيخ والرنجة والبيض وباقي مستلزمات الاحتفال بالعيد بنحو 20 مليون أسرة، تنفق نحو مئة جنيه في المتوسط على ذلك ليصبح إجمالي الإنفاق بليوني جنيه، أي ما يعادل 336 مليون دولار هو قيمة فاتورة إنفاق المصريين في العيد». وأوضح أن التجار يبدأون في زيادة أسعار الأسماك خلال الأيام التي تسبق شم النسيم نتيجة لارتفاع الطلب على الكميات المعروضة، وهو ما يؤثر في معدلات الإنفاق، مشيراً إلى أن عيد «شم النسيم» يأتي مع احتفال المسيحيين بعيد القيامة، وبالطبع يساعد كل ذلك التجار على رفع أسعار البيض والأسماك وبالتالي زيادة معدلات الإنفاق. وقال مستورد الأسماك أحمد صقر إن ارتفاع الدولار أمام الجنيه ونقص المعروض العالمي ونقص واردات مصر من الأسماك المجمدة الطازجة تدفع أسعار الفسيخ والرنجة والأسماك المملحة بأنواعها إلى الارتفاع بنحو 10 إلى 20 في المئة، لافتاً إلى أن الواردات من الأسماك بأنواعها شهدت خفضاً مقداره 44 في المئة خلال الربع الأول من السنة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي. وأكد رئيس «رابطة مستوردي اللحوم والأسماك والدواجن» علاء رضوان أن خفضاً كبيراً حصل في حجم الاستيراد الخارجي خلال الشهور الماضية بعد «ثورة يناير» الماضية وذلك بنسبة تجاوزت 80 في المئة، إذ لم يتعد حجم الاستيراد من الأسماك خلال آذار (مارس) الماضي نحو ألف طن فقط، وفي شباط (فبراير) نحو ألفي طن، في مقابل متوسط شهري يساوي 15 ألف طن قبل الثورة.