يبدو أن ظاهرة الاحتجاجات لدى منسوبي التربية والتعليم لن يهدأ إيقاعها أبداً، فبعد أسبوعين أو أقل من تجمعات معلمي ومعلمات محو الأمية، وخريجي كليات المعلمين، ومعلمي اللغة العربية، جاء الدور هذه المرة على المعلمين المخفقين في اختبارات القياس بعد أن نظموا أمس (الأحد) تجمعاً احتجاجياً أمام مقر إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة مطالبين بإعفائهم من اختبارات القياس. ودفع تجمع قرابة 20 معلماً من مختلف التخصصات أمام مبنى الإدارة، المدير العام للتربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي إلى النزول إليهم، وإقناعهم بالدخول إلى المبنى، وتم التحاور معهم داخل مسرح الإدارة، ووعدهم بنقل مطالبهم كافة إلى الإدارة العليا للنظر في قضيتهم، ومحاولة مساعدتهم قدر الإمكان. وأكد أحد المعلمين المتجمعين (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن تجمعهم هذا يأتي بهدف إيصال أصواتهم إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى رغبتهم في إعفائهم من اختبارات القياس التي أخرت كثيراً من تقدمهم في عمليات التوظيف، وأدت إلى إخفاق عددٍ كبيرٍ منهم في النتائج النهائية، ولافتاً إلى أمله في أن تنظر قيادات التعليم في مشكلتهم بعين الاعتبار خصوصاً وأنهم تخرجوا من فترة طويلة من دون أن يجدوا حلاً لهذه المشكلة. وقال: «لم يعد أمام وزارة التربية أي حجة في عدم تعييننا، فنحن نمثل آخر دفعتين من خريجي كليات المعلمين»، موضحاً أن المدارس تعاني نقصاً كبيراً في الكوادر الوطنية المؤهلة، خصوصاً في تخصصي الرياضيات واللغة الإنكليزية، معتبراً أن «قياس» عثرة في طريقهم إلى الوظائف التعليمية التي تعلنها الوزارة. وشدد معلم آخر على أن وزارة التربية والتعليم ملزمةٌ بتعيينهم على وظائف تعليمية، وأنهم لا يزالون يخضعون لما تم إلزامهم به أثناء دخولهم كلية المعلمين من عقد يلزمهم بالعمل لوزارة التربية بعد تخرجهم، ما ترتب عليه حرمانهم من التقدم لوظائف أخرى. وقال: «سئمنا وعود وزارة التربية، فشهاداتنا التي نحملها أصبحت عائقاً لهم في طلب الوظائف خارج وزارة التربية»، مضيفاً أنهم حضروا إلى مقر الإدارة مطالبين بدخول برنامج حصر المعلمين الذي تعلنه الوزارة ما بين فترة وأخرى في سلك التعليم، وبمساواتهم بمن سبقوهم من خريجي الدفعات السابقة. وكان تجمع المعلمين بدأ صباح أمس (الأحد) في حدود ال10 صباحاً، وانفض بعد نصف ساعة تقريباً مطالبين بمنحهم حقوقهم الوظيفية، وإعفائهم من اختبارات القياس التي أخرت كثيراً من توظيفيهم على حد قولهم.