شارف الموسم الرياضي الحالي على نهايته، ولا يفصل بين نهايته وبداية الموسم المقبل غير أربعة أشهر وأيام عدة، ومع ذلك لم نسمع شيئاً عن الشركة، أو الشبكة التلفزيونية الرياضية الناقلة لدوري المحترفين السعودي للموسم الجديد!، ما أكثر ما سمعنا وما أكثر ما قرأنا عن «الكراسة» والكراريس، وما أكثر ما تحدث الدكتور حافظ المدلج، ولكننا اليوم أمام واقع وحقيقة تقول: «لقد ذهبت الفرصة، ولم يعد من الممكن الحصول الآن على ناقل لدوري المحترفين السعودي» بالشروط التي نريد..! لماذا؟ هذا هو السؤال الكبير الذي ظلت إجابته غائبة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فهناك من يقول ان وزارة المالية وقفت حجر عثرة في طريق المفاوضات مع بعض القنوات، وهناك من يلقي بالمسؤولية على لجنة الاستثمار والتسويق في اتحاد كرة القدم، ويرى أنها لم تعمل باحترافية في هذا الملف المهم، وكان لديها بعض الأجندات! أما القول الآخر، فهو يتعلق برؤية وطنية، بحيث تكون الأولوية لقنوات سعودية رياضية ترجع ملكيتها لمستثمرين سعوديين، بعد أن منحت فرص التسويق في الموسم الحالي والموسم الذي قبله لقناتي أبوظبي الرياضية، والجزيرة الرياضية! لكنني سأعود وأسأل: «أين هي القناة المحلية التي لديها قنوات بعدد قنوات الجزيرة وأبوظبي، أو بإمكانات القناتين الفنية والبشرية، وحتى المالية، إذا كنا نتحدث عن بليون ريال لأربعة أعوام؟ هل سألنا أنفسنا هذا السؤال؟». ومع ذلك، وحتى أكون منصفاً، فإن ما نراه في القناة الرياضية السعودية من تطوير في منظومة العمل والبرامج، ورفد القناة بقناة ثانية، هو عمل احترافي كبير، إذا ما قسناه بعمر القناة الرياضية، وأنها قناة حكومية تتبع وزارة الثقافة والإعلام! والحق أن القناة الرياضية منذ أن تولى الأمير تركي بن سلطان مسؤولية الإشراف المباشر على القناة، وهي تقدم نفسها كقناة منافسة بمفهوم الإعلام الرياضي الجديد، حتى بات نصفها حكومي، ونصفها الآخر يعمل وفق إعلام القطاع الخاص، مع الاحتفاظ بالقيم واحترام وعي المشاهد الكريم. وأرى أن فكرة إسناد حقوق نقل دوري المحترفين السعودي إلى قناتي السعودية الرياضية، ولاين سبورت، قد يكون حلاً مناسباً ودعماً للقناتين، وفيه تخفيف من الأعباء، بحيث تكون الحقوق المالية مناصفة بين الطرفين، وهي الفكرة الأقرب للتنفيذ في ظل عدم رغبة قنوات أخرى في الدخول كمنافسين بسبب ضيق الوقت كما أتصور!، أما الحل الآخر، فهو إعطاء شركة صلة للتسويق الرياضي، حقوق تسويق الدوري السعودي في سنواته الأربع المقبلة بكل درجاته، وهي تتولى بيعه على القنوات الفضائية الرياضية لنقل المباريات بشكل فردي، كما سبق وأكدت الشركة، لكني لا أعلم إن كانت صلة ما زالت على استعداد لتقديم ملفها، أم أنها قدمته بالفعل، أم تراجعت عن ذلك؟ ويمكن أيضاً أن يكون لشبكة أوربت، وهي الشبكة الرائدة في مجال النقل التلفزيوني حضورها في الموسم الرياضي الجديد من خلال ما تملكه من خبرات وكفاءات بشرية، وإمكانات وأجهزة فنية، بحيث تدخل كشريك مع السعودية الرياضية ولاين سبورت كقنوات ناقلة، كما يمكن الاستعانة بشبكة ال art للإنتاج! جربوا ولن تندموا، وقبل ذلك اكشفوا الأوراق لماذا تأخرنا كل هذا الوقت؟، أم أن واقع دورينا وتواضعه في هذا الموسم كان سبباً في عزوف المستثمرين؟ وهذه قضية أخرى تحتاج إلى مقال مقبل بإذن الله. [email protected]