أكد عميد السلك الدبلوماسي سفير جمهورية جيبوتي لدى السعودية ضياء الدين بامخرمة، أن الخطوة التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تمثل سابقة خطرة، وتؤكد انحياز السياسة الأميركية في عهد الإدارة الحالية بالمطلق لإسرائيل. فالقضية الفلسطينية كما نعرفها هي قضية القضايا، لأنها الجريمة الأكبر في التاريخ الإنساني بأن تسرق أرضاً من شعبها لتمنحها لشعب آخر على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتستمر هذه الجريمة إلى يومنا الحاضر. وأضاف بامخرمة بأنه في الوقت التي كانت هناك محاولات سياسية دولية عديدة لمعالجة هذه الخطيئة العالمية بتحقيق الاعتراف المتبادل بالدولتين وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، يقوم الرئيس ترامب باتخاذ هذا القرار غير السليم والمنحاز بامتياز للظالم ضد الضحية، ولينهي بذلك كل أملٍ في تحقيق السلام العادل بين العرب والمسلمين عموماً من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، كون مبادرة السلام العربية وهي الحد الأدنى من العدالة تنص على الاعتراف المتبادل وعودة اللاجئين واعتبار القدس عاصمة لفلسطين، وبمحاولة إسقاط هذا الأمل فإن ترامب سيسمح بتجدد التطرف المضاد بالانتقام من هذا القرار غير السوي واللا أخلاقي واللا إنساني. وأكد مجدداً أنه بسقوط السلام يصبح الكفاح والجهاد الفلسطيني بأشكاله كافة مسموحاً بعد أن كان السلام أملاً. ومن ناحية الموقف الرسمي العربي، وإن كنت أنا شخصية رسمية عربية فلا أعول عليه كثيراً، لأنه في حالة التفرق والتمزق العربي فإن الحكومات العربية لا تجرؤ على أكثر من إصدار بيانات تأكيداً للمثل (أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض). أما المواطن العربي والمسلم بل وكل محب للسلام والخير للعالم فإن عليه أن يعبر عن رأيه بقوة في هذا الأمر، وذلك ما شهدناه في اليومين الماضيين من مواقف عظيمة للشباب العربي والمسلم في كل مكان، بل وحتى غير المسلمين من محبي العدالة الذين عبروا عن السخط البالغ من جراء قرار الرئيس الأميركي. وقال بامخرمة إن جمهورية جيبوتي ممثلة برئيسها صرحت بأن هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ويفتح المجال للتطرف المضاد ويؤدي إلى عدم الاستقرار في العالم، ودعت جيبوتي رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية إلى التراجع عن هذا الموقف المدان، كما هب الشعب الجيبوتي في مظاهرة رافضة وعبّر الشباب عن آرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي بكل قوة. أما ما ننتظره من جامعة الدول العربية ومنظمه التعاون الإسلامي، هو وضع قراراتهم السابقة حول القدس إذا ما نقلت إليها إحدى الدول سفاراتها موضع التنفيذ بالمقاطعة وممارسة أشكال الضغط الممكن كافة، فقد سبق للمسلمين أن نفذوا أمراً كهذا في عهد الملك فيصل رحمه الله في عام 1973 إبان حرب تشرين الأول (أكتوبر) وأرغموا به أميركا على الانصياع. وبيّن بامخرمة أن أميركا اليوم في عهد ترامب خارج دائرة النزاهة لتكون وسيطاً عادلاً في السلام بين العرب وإسرائيل، وعليها تغيير موقفها فوراً. وفي المقابل، علينا أن نثمن مواقف بقية الدول في العالم التي كانت أكثر صدقية في رفض الموقف الأميركي كبريطانيا وفرنسا واليابان وغيرهم، لا بد من استمرار الغضب والرفض الرسمي والشعبي سياسياً واقتصادياً لهذا القرار والاستمرار في ذلك حتى يشعر ترامب والدنيا أن العرب ما زال في عروقهم نخوة للحق.