تمكنت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من طرد عناصر «داعش» من الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. وتقود قوات النظام السوري عملية عسكرية بدعم روسي، لطرد عناصر «داعش» من الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين. وتتزامن هذه العملية مع هجوم تشنه «قوات سورية الديموقراطية»، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ التاسع من أيلول (سبتمبر) لطرد التنظيم من شرق النهر. وأفاد «المرصد» أمس بأن القوات الموالية للنظام باتت تسيطر على نصف هذه المحافظة النفطية، بعد معارك مستمرة منذ أشهر. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، إن «قوات موالية للنظام تسيطر على الجزء الغربي من المحافظة من معدان في الشمال الغربي وصولاً الى الحدود العراقية». وأكد أنه «ليس هناك وجود لداعش على الضفة الغربية من النهر». وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، نقلاً عن مصدر عسكري أن «وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة أحكمت سيطرتها على كامل حوض الفرات بريف دير الزور بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش في المنطقة». ويأتي ذلك بعد أيام على إعلان «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري ل «قوات سورية الديموقراطية»، طرد تنظيم «داعش» من الضفة الشرقية للفرات بدعم روسي وأميركي على حد سواء. وبعد ثلاث سنوات على اجتياحه مساحات واسعة في سورية والعراق، أعلن فيها إقامة «الخلافة الإسلامية» المزعومة، مني «داعش» بهزائم متتالية في البلدين خسر معها 95 في المئة من مناطق سيطرته بما في ذلك فيها معقله الرئيسي في الرقة. إلا أن «المرصد» أشار إلى أن «داعش» ما زال يسيطر على بعض الجيوب. وقال رامي عبدالرحمن إن «أكبر وجود لداعش الآن على الضفة الشرقية للنهر. هناك يسيطر تقريباً على 8 في المئة من المحافظة». وحالياً تنحصر مناطق سيطرة «داعش» شرق سورية، في ثلاثة جيوب تتوزع بين نقاط سيطرة قوات النظام و «قوات سورية الديموقراطية». ووفق خارطة السيطرة الحالية في المنطقة، يقع جيبان في مناطق سيطرة قوات النظام، بينما يحاصر التنظيم في أكبر الجيوب مساحةً، بين محافظتي دير الزور والحسكة ضمن نقاط سيطرة «سورية الديموقراطية». والتقت قوات النظام والميليشيات المساندة المتقدمة من محور مدينة الميادين، مع القوات من جهة مدينة البوكمال جنوب شرقي دير الزور قبل يومين. وسيطرت قوات النظام على مناطق: تل مدكوك والحرية وبسيسات وحاوي الغبرة وغيرها، من جهة الميادين ما فتح نقطة للالتقاء مع القوات في البوكمال من الجهة الشمالية. ويمتد الجيب الأول غربي الميادين والبوكمال، على مساحة 340 كيلومتراً مربعاً. وتبلغ مساحة الجيب الواقع بين نقاط قوات النظام الأسد و «سورية الديموقراطية» نحو 105 كيلومترات مربعة. الجيب الأكبر ل «داعش» يمتد على مساحة 400 كيلومتر مربع، بدءاً من حدود محافظة الحسكة شمالاً إلى المنطقة الشمالية الشرقية من البوكمال، على طول الحدود السورية مع العراق. وقال الكولونيل بالجيش الأميركي، رايان ديلون، الثلثاء الماضي، إنه لم يتبق من عناصر التنظيم في سورية والعراق سوى أقل من ثلاثة آلاف، مؤكداً أنهم «يشكلون تهديداً ما سيدفع أميركا لمواصلة دعم شركائها حتى هزيمتهم». وأعلنت قوات النظام وحلفاؤها سيطرتها على البوكمال، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. كما وصلت «سورية الديموقراطية» إلى الحدود السورية- العراقية قرب مدينة البوكمال، ضمن المعارك التي تخوضها ضد التنظيم على الجانب الشرقي للفرات، نهاية الشهر نفسه.