نقاشات طويلة عريضة دارت على صفحات الإنترنت وفي المجالس الرجالية والنسائية مرتكزة جميعها على موضوع قتل بحثاً وخلافاً ونقاشاً وصراخاً وغيره، أثاره في الوقت الحالي حكم قضائي أردني أن الزوجة غير ملزمة بأعمال المنزل. هللت النساء في كثير من المجالس فرحاً بالحكم، وتمنياتهن تطبيقه في كل المحاكم المماثلة وأحلام أن يتم تعليمها للرجال حتى «يبطلوا دلع». ما أثار استغرابي هو فرحة الكثير من الرجال أيضاً بالموضوع، وتهليلهم فرحاً مع تمنيات مماثلة بتعميم هذه الثقافة وهذا شيء بصراحة أثار استغرابي بشدة - لأن المتضرر الوحيد من هذا الحكم وهذه الثقافة لو انتشرت وتشبعت وعشعشت في أذهان الفتيات والصبايا والنساء هو الرجل- الذي سيعيش في منزل مختل، لأنه سيدخل ليجد زوجته في انتظاره وعلى أُهبة الاستعداد للقائه، بينما بيته غاية في القذارة وأولاده جائعون متسخو الملابس، وبناء عليه فإذا ما تجرأَ وسألها «ايش غدانا اليوم يا قمر؟» ستخبره أنها غير ملزمة بالطبخ وعليه الذهاب إلى منزل أسرته لإحضار وجبه الغذاء أو شرائها من السوق المجاور أو الاتفاق مع أم محمد براتب شهري لتحضير وجبات الغذاء بشكل يومي، كون زوجته غير ملزمة بأعمال المنزل. المشكلة لو ذهب الرجل إلى والدته لجلب طعام الغذاء لزوجته وأولاده الجوعى، ربما يجد والدته مضربة أيضاً عن الطبخ ويجد والده يأكل أظافره من الجوع «ومن غيره»! منطقي أن تفرح بعض النساء اللواتي يجدن في أعمال المنزل انتقاصاً لهن رغم أنه من أساسيات الحياة زوجاً محباً، منزل مرتب تتوافر داخله وبين جدرانه الأربعة الحاجات الأساسية من ملبس ومأكل ونظافة، واكتفاء عاطفي وجسدي، وانتماء حقيقي لأسرة حقيقية ولحياة حقيقة أيضاً، فيها التلاحم والتعايش اليومي الذي ينمو في بيئة سليمة وصحية. بعض الرجال بكل أسف يحاول أن يظهر بمظهر الرجل المتحضر الذي يفرح من أخبار كهذه رغم علمنا جميعاً بأن الكلام سهل جداً والتعبير عن أشياء ومواقف قد لا نطبقها على أرض الواقع الذي يصرخ ويولول، وخصوصاً من زوجات الذين ينادون بهذه الأفكار أو يفرحون بها بمثل هذه الصورة، خصوصاً عندما تقرأ كلماته وهي تتخفى تحت اسم مستعار حتى لا يعرفها، أو بالأحرى حتى لا تفضحه وتعلن مواقفه الحقيقة الحياتية الواقعية، خيال والله لا يتحرك في المنزل، ولا يساعدني في شيء، وإذا حدث ولم يجد غداءً جديداً، أو تم تسخين وجبة اليوم السابق، يحيل الدنيا إلى جحيم، لهذا السبب بالتحديد لا أصدق الفرحة الرجالية المفتعلة والمثيرة للدهشة والاستغراب. الكثير من القراء يعتقدون أنني أحابي المرأة على حساب الرجل وكثيراً ما فسرت أن الموضوع ليس رجل أو امرأة، أنا مع الإنسان وكل ما يساعده في العيش بسلام ومن دون مشاكل أو عراقيل، وما زلت أردد أن واجبات الزوجة الواعية الذكية امتلاك منزلها بذكائها وبحسن تدبيرها لأموره بحيث يدخل الرجل والأولاد ليجدوه واحة غنّاء تتوافر فيه وبداخله المتطلبات كافة. اختم مقالي هذا رافضة الحكم الذي سمعته هنا أيضاً وفي مناقشات عدة وعند أحد المحامين المشهورين، أن الزوجة فقط للمهام الزوجية الخاصة ولإنجاب الأطفال وهذا موضوع تتبناه الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج ولذلك يحدث الطلاق بكثرة. شدتني أغنية قديمة ركزت فيها أخيراً فوجدتها مثيرة للجدل وتحتاج للكثير من الوقفات أولها تركيزها على الجمال الظاهري وأخرها سؤال لي اتركه لكم كالعادة «مرتي حلوة ما بزعلّها..»، وفي كوبليه آخر «.. ما بطلّقها»!.. أما سؤالي: «يعني لو كانت وحشه تزعلها.. وتطلقها.. يا راجل يا طيب؟!» [email protected]