أكد سياسيان خليجيان أن القرار الذي أصدره رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بخصوص تشكيل لجنة تعاون مشتركة مع السعودية يُعد دافعاً كبيراً لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي الذي وقع في أيار (مايو) 2016، كما أنه يأتي متسقاً في التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة الشياسية والاقتصادية، مشيرين في تصريحات ل «الحياة» إلى أن هذه الخطوات التي تقوم بها السعودية والإمارات تعزز العمل الخليجي المشترك. وقال المحلل السياسي الإمارتي راشد العريمي، إن قرار رئيس الإمارات في شأن تشكيل لجنة للتعاون المشترك بين الإمارات والسعودية يمثل دفعاً كبيراً لعمل مجلسالتنسيق السعودي - الإماراتي الذي شهد مراسم توقيعه كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيراً إلى أن أهمية القرار الجديد تنبع من عوامل عدة، أولها ما تمتع به الدولتان من مكانة وسمعة إقليمية ودولية، وما تمتلكانه من عناصر قوة سياسية واستراتيجية واقتصادية، إذ تشكلان اليوم حجر الزاوية في قيادة العمل العربي المشترك عموما والخليجي خصوصاً. وأضاف أن الدولتين تشتركان وتتعاونان معاً في ملفات عدة، أبرزها مكافحة الإرهاب والتطرف، والوقوف في وجه التمدد الإيراني في عدد من دول المنطقة، وهما شريكان في التحالف العربي الذي يقود عملية إعادة الأمل في اليمن. وتابع: «ما يجب أن نؤكده هو أن التعاون بين المملكة والإمارات كان وسيظل، خطوة مهمة في دعم العمل الخليجي والعربي المشترك، وأن مجلس التنسيق السعودي – الإماراتي هو استكمال لأي لجنة أو عمل يخدم المصلحة المشتركة لدول الخليج العربي، كما أنه يتجاوز الجمود والتعقيدات التي باتت سمة غالبة في المؤسسات الإقليمية المعنية بالعمل المشرك خليجياً وعربياً، لاسيما أن هناك من بات يخترع المعوقات والعراقيل لعمل هذه المؤسسات الإقليمية». وأعرب العريمي عن اعتقاده بأن الشارع الخليجي والعربي سعيد بهذه الخطوات التي تقوم بها السعودية والإمارات في تعزيز العمل الخليجي المشترك، لاسيما أن المنطقة تشهد اضطرابات وأحداثاً خطرة تنذر بعواقب كارثية إن لم يتم التصدي لها على نحو حازم وفعال. من جانبه، أوضح المحلل السياسي الدكتور محمد مسعود القحطاني، أن إيجاد هذه اللجنة في هذا الوقت أمر مهم للغاية لما يواجهانه من تحديات وتقلبات سياسية وعسكرية وأمنية وغيرها من الأمور الدائره في المنطقة ولما لهما من وزن كبير في الشأن الخليجي والعربي والإسلامي بل وفِي العالم، فنتيجه لهذا الوضع اصبح من الضروري وجود الية تخدم هذا التعاون بالتنظيم وتوحيد الرؤى في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. واعتبر أن إيجاد هذه اللجنة يعكس التقارب والتفاهم القائم بين البلدين في المجالات كافة والعمل على توثيق وترجمة هذا التعاون وتوحيد الرؤى والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة وتأصايل هذه الروابط وتعميقها وتوحيدها وتنظيمها بالشكل المطلوب والذي يسعى له قادة البلدين وذلك في ما يعود بالنفع والمصلحة المشتركة والرغبة الحقيقة لتعزيز وتقوية العلاقات القائمة ليس فقط ببن حكومتي البلدين بل بين مواطني البلدين. وعن سبب إعلان هذه اللجنة عشية انعقاد القمة الخليجية في الكويت، قال القحطاني إن العلاقات الأخويه السعودية - الإماراتية مستمرة دائماً نحو التطوير والتعزيز ولا تتأثر بما يجري من أحداث، سواءً كانت هذه الأحداث إيجابية أم سلبية، والمملكة والإمارات من الدول الكبرى التي أسست هذا المجلس، وهما تعملان على تطوير وتوحيد أهداف المجلس من أجل أن يحقق أهدافه، والعمل على تحقيق ما يتطلع اليه أبناء دول الخليج عموماً.