استبقت إسرائيل الإعلان الرسمي (المتوقع أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدلى به مساء أمس) بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وبأنه يعتزم نقل السفارة الأميركية إلى القدس في المستقبل القريب، بتصريحات احتفالية إلى درجة راح البعض يعتبره موازياً في أهميته لليهود ل «تصريح بلفور»، أي وعد وزير الخارجية البريطاني جيمس بلفور الحركة الصهيونية قبل 70 عاماً بكيان لليهود في فلسطين. وفي الوقت ذاته، أعلنت أذرع الأمن المختلفة حال التأهب، تحسباً لاندلاع احتجاجات واسعة وعمليات مسلحة في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. وقبل ساعات من تصريح ترامب، نشر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على صفحته في الفايسبوك شريط فيديو مصوراً لمح فيه إلى التصريح المرتقب (في ساعات المساء بتوقيت القدس) بقوله إن «هويتنا التاريخية القومية تكتسب يومياً تعابير ذات مغزى كبير، لكن خصوصاً في هذا اليوم». ولفت مراقبون إلى أن حذر نتانياهو في الحديث مباشرةً ناجم، كما يبدو، من عدم اطلاعه على مضمون قرار ترامب المرتقب وما إذا كان سيغيره في اللحظة الأخيرة، فيقول كلاماً عمومياً أو يضيف شيئاً موازياً يرضي الفلسطينيين. وقال زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» الوزير نفتالي بينيت، من جهته، إن الاعتراف بالقدس هو خطوة مهمة في طريق السلام. وأضاف: «واضح أن القدس عاصمة إسرائيل، ولم يأتِ القرآن على ذكرها حتى مرة واحدة... القدس اليوم في وضع مزدهر لم تعرف مثله في تاريخها». وتابع أن تحقيق السلام ليس ممكناً من دون الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، «والآن تقوم الولاياتالمتحدة بوضع حجر أساس إضافي في مسار السلام، وعلى المدى البعيد فإن هذه خطوة مهمة جداً في طريق السلام». ودعا بينيت سائر دول العالم إلى الحذو حذو الولاياتالمتحدة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل». واعتبر وزير النقل والاستخبارات يسرائيل كاتس أن معارضة الفلسطينيين القرار الأميركي «تعكس عدم استعدادهم للاعتراف بحق الشعب اليهودي في أن تكون لهم دولة، تماماً كما عارضوا ذلك قبل 70 عاماً». وذكرت الإذاعة العامة أن رئيس الفيليبين رودريغو دوتيرتي أبلغ إسرائيل أن بلاده معنية بنقل السفارة الفيليبينية إلى القدس. وأضافت أن دولة أخرى من أوروبا الشرقية بعثت برسالة مماثلة إلى إسرائيل. في موازاة التصريحات الاحتفالية، أكدت وسائل الإعلام العبرية أن المؤسسة الأمنية جهزت أذرعها لاحتمالات التصعيد في القدسوالضفة الغربية، لكنها أشارت إلى أن رد الفعل الفلسطيني ومنسوب الاحتجاج سيكونان مرهونين بمضمون تصريح ترامب وما إذا كان سيعلن جدولاً زمنياً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس. وتابعت أن التصعيد الأكبر قد يحصل في القدس، وربما بعد صلاة الجمعة في المسجد ألأقصى المبارك، وأيضاً في الخليل حيث الحرم الإبراهيمي الشريف وحيث يرتع مئات غلاة المستوطنين. وأضافت أنها تأخذ في حساباتها مختلف السيناريوات من تظاهرات عنيفة ورشق حجارة وعمليات طعن فردية في القدس.