سعى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تبني لهجة متفائلة اليوم (الثلثاء)، في مستهل جولة أولى إلى الخارج منذ أثار البيت الأبيض تساؤلات في شأن بقائه في منصبه. ووصل تيلرسون إلى بروكسيل لإجراء محادثات مع قادة الاتحاد الأوروبي و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) خيمت عليها التقارير التي أشارت إلى أن الرئيس دونالد ترامب يخطط لإقالته. وقبل بدء برنامجه الرسمي في بروكسيل، التقى تيلرسون ديبلوماسيين أميركيين يعملون في عاصمة الاتحاد الأوروبي لتطمينهم في شأن جهوده لتجديد السياسة الأميركية والتي واجهت انتقادات عدة. وفيما أقر بوجود بطء في العمل على توظيف شخصيات لديها الخبرة في الخارجية لتطبيق أجندة ترامب، إلا أنه أصر على وجود تقدم على رغم عدم استكمال أي من أولويات سياسته الرئيسة سواء كان ذلك عبر تطوير علاقة العمل مع روسيا أو كبح تطلعات كوريا الشمالية التسلحية. وقال للموظفين وعائلاتهم في مقر السفارة الأميركية في بروكسيل: «على رغم عدم تحقيقنا أي انتصارات بعد، إلا أنه يمكنني أن أقول لكم إننا بتنا في موقف أفضل بكثير لتحقيق مصالح أميركا حول العالم مقارنة لما كنا عليه قبل عشرة أشهر». وأكد أن وزارة الخارجية «لا تفوت أي فرصة» في إشارته إلى جهوده لإصلاح الوزارة عبر خفض موازنتها بحوالى الثلث فيما تعهد ب«انتصارات سريعة» قبل نهاية العام. وازداد التوتر المخيم منذ مدة على العلاقة بين ترامب وكبير ديبلوماسييه عبر سلسلة تسريبات من البيت الأبيض تحدثت عن إمكان إقالة تيلرسون أو دفعه إلى الاستقالة. وبينما نفى الرئيس ووزير خارجيته التقارير، إلا أنهما أقرا بوجود خلافات بينهما في شأن السياسات. وقوضت التقارير تيلرسون في وقت بدأ جولة دبيلوماسية مكثفة في أوروبا لتطمين الحلفاء من جهة، والضغط على خصوم مثل روسيا من جهة أخرى. من جهة ثانية، قال تيلرسون إن الولاياتالمتحدة تدعم الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العالمية الست، لكن تصرفات إيرانية أخرى تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. وقبل غداء مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال تيلرسون إن بلاده لا تزال ملتزمة تجاه أوروبا ليقدم دعماً علنياً للحلفاء الأوروبيين الذين يشعرون بالقلق من السياسة الخارجية في عهد ترامب. وقال: «الشراكة بين أميركا والاتحاد الأوروبي... تستند إلى قيم وأهداف مشتركة للأمن والرخاء على جانبي المحيط الأطلسي ونحن لا نزال ملتزمين ذلك».