بنغازي، واشنطن - أ ف ب - أعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن «حزنها الشديد» لمقتل الصحافيين البريطاني تيم هيذرينغتن والاميركي كريس هوندروس في مصراتة يوم الاربعاء الماضي، ويأتي ذلك فيما استقبلت بنغازي جثماني هيذرينغتن وهوندروس اللذين قتلا في قصف بمدافع الهاون، فيما أصيب صحافيين آخرين. وحضر نحو ثلاثين شخصاً بين صحافيين وديبلوماسيين وممثلي منظمات غير حكومية والثوار استقبال الجثمانين بفندق «تيبستي» في بنغازي حاملين شموعاً. ووضعت كاميرتان ترمزان للصحافيين وبينهما شمعة على الطاولة خلال الحفل البسيط الذي لم يعرض خلاله الجثمانان. وقال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي ومقره في بنغازي عبد الحفيظ غوقه: «انهما بطلان أتيا يشهدان على النزاع لبقية العالم، لا يمكننا منع الصحافيين من التوجه الى جبهة القتال». كذلك نوه مندوبا الولاياتالمتحدة وبريطانيا لدى المجلس الانتقالي بشجاعة «وانسانية» المصورين. وقتل البريطاني هيذرينغتن من مجلة «فانيتي فير» والاميركي هوندروس من وكالة «غيتي» خلال قصف قوات القذافي للمدينة التي تحاصرها منذ اكثر من شهر ونصف. وقال مسؤولون ان جثماني الصحافيين (41 سنة) سينقلان الى بلديهما قريباً، دون مزيد من التفاصيل. وقد غطى البريطاني هيذرينغتن عدة نزاعات خلال السنوات العشر الماضية وفاز بعدة جوائز مرموقة منها وورد برس فوتو اوارد عام 2007 عن صورة لجنود اميركيين في افغانستان، وأخرج بعد ذلك فيلماً وثائقياً عنوانه «رستريبو» رشح لحفل الاوسكار. من جانبه غطى الاميركي هوندروس حروب كوسوفو وانغولا وسيراليون وافغانستان والعراق وسمي لجائزة بولتزر، وفاز سنة 2006 بميدالية روبرت كابا «لشجاعته ومبادرته الاستثنائيتين» في العراق. وأعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن «حزنها الشديد» ليل اول من امس لمقتل الصحافيين. وقالت في مؤتمر صحافي «نعرب عن اسفنا العميق لمقتل اي شخص، ونشعر بحزن شديد اليوم لمقتل الصحافيين». وطالبت كلينتون ايضاً ب «الافراج الفوري عن الاميركيين الذين تحتجزهم ظلماً السلطات الليبية ولا سيما مراسلان على الاقل». واختفى صحافيان اميركيان واسباني وجنوب افريقي منذ الرابع من نيسان (ابريل) في شرق ليبيا. وتقول الولاياتالمتحدة انها تكثف مساعيها لدى النظام للافراج عنهما. وأضافت كلينتون «اقول اثنين على الاقل لأن ليس لدينا اي معلومة محددة من جانب السلطات الليبية تتعلق بمطالب اخرى قدمناها، وتتعلق بالمضايقات التي لا تزال جارية واحتجاز صحافيين بمن فيهم اميركيون». وأكدت كلينتون ان «المجموعة الدولية تبقى متحدة وحازمة» حيال «اللاانسانية» التي تتهم بها القذافي. ووسط انتقادات دولية متزايدة لنظام القذافي بسبب عدم تمييز قواته في قصفها بين المدنيين والعسكريين، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم: «نشعر بحزن شديد لمقتل اي شخص، حتى لدى المتمردين. نحن فعلاً حزينون لمقتل هذين الصحافيين»، متمنياً الشفاء العاجل للصحافيين الجرحى الآخرين. وقال ابراهيم: «أنها ليست مسؤولية جيشنا. ونطلب من جميع الصحافيين الا يثقوا بهؤلاء المتمردين والا يتوجهوا الى مناطقهم. واذا ارادوا ان يجروا تحقيقات، يستطيعون ان يطلبوا تأشيرة لدخول البلاد بطريقة شرعية». وذكر بأن ليبيا «في حالة حرب» وان ثمة «مخاطر على سلامة» الصحافيين. وقال ان الوصول الى مناطق النزاع «لا يمكن ان يكون حراً وشاملاً». وأكد ابراهيم ان مصراتة «منطقة خطرة»، مشيراً الى ان «المتمردين ليسوا مدربين على حماية الصحافيين».