لندن، مصراتة - أ ف ب، رويترز - وسط حالة من الغضب والحزن، دانت منظمات حقوقية وصحافية مقتل مصورين صحافيين مرموقين في مدينة مصراتة الليبية في هجوم بقذائف الهاون ليل اول من امس. وفيما أصدرت عائلة احدهما وهو المصور البريطاني تيم هيذرينغتون بياناً يقول إنها علمت بشديد الأسى بنبأ وفاته، وأن ذكراه ستبقى بفضل «صوره الرائعة وفيلمه الوثائقي الذي رشح لجائزة الاثنتين»، حيا البيت الأبيض «الصحافيين الذين يجازفون بحياتهم كل يوم لإبقائنا على اطلاع ومحاسبة القادة وإعطاء صوت للذين لا يسمعهم احد». وقتل مصورا الحرب البريطاني تيم هيذرينغتون من مجلة «فانيتي فير» الأميركية، والأميركي كريس هوندروس من وكالة «غيتي» الفرنسية، وكلاهما في الواحدة والأربعين من العمر في انفجار قذيفة هاون، ما يسلط الضوء مرة جديدة على المخاطر التي تحدق بالصحافة في هذا النزاع. كذلك أصيب صحافيان آخران في الهجوم. وكان المصوران ضمن مجموعة فاجأتها نيران مدافع مورتر في «شارع طرابلس» الشارع الرئيسي المؤدي إلى وسط مصراتة. وقال المصور الإسباني جييرمو ثربيرا «كان الوضع هادئاً وكنا نحاول أن نبتعد ثم سقطت قذيفة مورتر وسمعنا انفجارات.» وهيذرينغتون المولود في ليفربول ببريطانيا غطى نزاعات كثيرة خلال السنوات العشر الأخيرة وحاز جوائز عدة رفيعة كللها بالجائزة العالمية للتصوير الصحافي عام 2007 عن صوره للجنود الأميركيين في أفغانستان. وقام بعدها بإخراج فيلم وثائقي حول هذا الموضوع بعنوان «ريستريبو» رشح لجوائز أوسكار. وبعد بضع ساعات توفي هوندروس اثر إصابته في رأسه. وقالت وكالة «غيتي» في نعيه: «لم يبتعد كريس قط عن الجبهة بعد أن غطى الصراعات الرئيسية في العالم خلال مشواره المميز وعمله في ليبيا لم يكن استثناء لذلك.» وكانت صورة التقطها هوندروس نشرت في صحيفة «واشنطن بوست» اول من امس ظهر فيها رجل يحفر قبراً في مدفن في مصراتة. وغطى هوندروس خصوصاً النزاعات في كوسوفو وأنغولا وسيراليون وأفغانستان والعراق. وتم ترشيحه لجائزة «بوليتزر» الأميركية العريقة وفاز بميدالية «روبرت كابا» الذهبية عام 2006 لمكافأته على ما اظهره من «شجاعة وروح مبادرة استثنائيتين» في أفغانستان. كذلك أصيب مصوران آخران في الهجوم هما البريطاني غاي مارتن المصور الحر العامل لحساب وكالة «بانوس» وفق ما أعلنت الوكالة ووزارة الخارجية البريطانية، والأميركي مايكل براون العامل لوكالة «كوربيس» بحسب مدير الاتصال في الوكالة دان بيرلت. وكانت تيزيانا بريتزو الصحافية الإيطالية في شبكة «سكاي تي جي 24» التقت تيم هيذرينغتون قبل يومين في مصراتة، وقالت لفرانس برس «كان شخصاً مسؤولاً للغاية». وروت: «اليومين السابقين كانا فظيعين. شاهدنا وصول عدد هائل من الأشخاص إلى المستشفى، جرحى وقتلى وبينهم أطفال صغار. قلت له: انتبه كثيراً لأنه ليس هناك مكان آمن». وكانت وسائل إعلام دولية كبرى عدة منعت صحافييها ومراسليها من التوجه إلى مصراتة بسبب وجود مخاطر كبرى على سلامتهم، غير أنها عادت في ما بعد وخففت من قيودها.