ودّع المسرح اللبناني أحد أبرز رواده بوفاة المخرج والكاتب جلال خوري ليلة أمس (السبت) عن 83 عاماً، فيما نعته اليوم جموع المثقفين والإعلاميين اللبنانيين وكبار شخصيات الدولة. ونالت مسرحيات خوري شهرة عالمية بعدما ترجمت إلى لغات عدة منها الألمانية والفرنسية والإنكليزية، وذاع صيته بوصفه مروجاً للمسرح السياسي الذي كان ناشطاً في ستينات القرن الماضي. بدوره، نعى وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي في تغريدة على «تويتر» الفنان الراحل كتب فيها «غاب جلال المسرح اللبناني». وكتب وزير الثقافة غطاس الخوري في تغريدة «برحيل الفنان جلال خوري تفقد الساحة الثقافية ركناً كبيراً من أركانها ورائداً من روادها، ترك بصمة ستبقى في ذاكرة كل من عاصر جلال خوري أستاذ المسرح المثقف الذي يعتبر أول كاتب مسرحي ترجمت أعماله إلى اللغات الأجنبية، وأستاذ مادة المسرح في أكثر من جامعة». وغرد أيضا الكاتب والناقد المسرحي عبيدو باشا قائلاً: «لن يرى الناس تلك الأيام مرة أخرى. حين اجتاز المسرح ومضاته الكبرى مع المؤسسين. غاب ريمون جبارة ومنير أبو دبس. اليوم، غاب جلال خوري. شمعة ضائعة أخرى أخذها النعاس إلى النوم إلى الأبد». وبدأ خوري مشواره ممثلاً باللغة الفرنسية في المركز الجامعي للدراسات المسرحية مطلع الستينات، قبل أن يكتب أولى مسرحياته «ويزمانو، بن غوري وشركاه» العام1968 ، ثم تلتها «جحا في القرى الأمامية» العام 1971. وتوالت الأعمال ومنها «فخامة الرئيس»، و«يا ظريف أنا كيف»، و«هندية، راهبة العشق»، و«الطريق إلى قانا»، و«خدني بحلمك مستر فرويد» التي استعرض من خلالها جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة عبر محاكمة لإخناتون وفكرة التوحيد. وقدمت مسرحيته «الرفيق سجعان» لموسمين متتاليين في فولكستيتر روستوك، وهو مسرح الشعب الألماني في فترة ألمانياالشرقية، إذ تأثر الألمان بالمسرحية التي تحمل نمط بريخت. وكان عمله الأخير «شكسبير إن حكى» العام 2016 الذي استحضر فيه تسع شخصيات من مسرح وليام شكسبير لمقاربة محطات أساسية في التاريخ اللبناني. وشغل خوري منصب أستاذ في معهد الدراسات المسرحية وفي الكلية السمعية المرئية والسينمائية في جامعة القديس يوسف في بيروت، ورئيس اللجنة الدائمة للعالم الثالث في مؤسسة المسرح التابعة ل «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونسكو).