عاش عشرات المصابين بمرض «التوحد»، ساعات طغى عليها «الفرح والسعادة»، شاركهم فيها جمهور حاشد وأسرهم، وذلك خلال المهرجان الرياضي الترفيهي الأول لفئة التوحد، الذي حمل شعار «خذ بيدي إلى الأمل»، وذلك في حديقة الملك فهد في الهفوف، الذي نظمته جمعية المعوقين في الأحساء، بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم. وتضمن المهرجان فقرات وفعاليات، مثل الألعاب الهوائية وألعاب التعلم بالمرح واللعب، وكرتي القدم والسلة، إضافة إلى توزيع الجوائز على المشاركين، إضافة إلى معرض توعوي، أعده القسم النسائي في الجمعية، وكذلك مشاركة فاعلة من مجموعة الابتسامة «أنا» التطوعية النسائية، إذ تم توزيع مطويات توعوية وتثقيفية وهدايا على الأطفال والحضور. وشهد المهرجان تكريم عدد من ذوي الإعاقة، الذين شاركوا في فيلم «أحسائيون قهروا الإعاقة»، وهم محمد العرب، وحصين الحصين، وسلطان العميري، وياسر السليم. إذ قدموا درعين تذكاريتين لكل من المدير العام للجمعية عبد اللطيف الجعفري، ومدير العلاقات العامة والإعلام فيها عبد الرؤوف الخوفي، وذلك «نظير جهودهما في إبراز قضيتهما إعلامياً، من خلال الفيلم»، الذي حاز على إعجاب أولياء أمور التوحديين. إذ أشاد فهد المحيفيظ، في الدور الذي تقوم به الجمعية في «التعريف بهذه الفئة»، مثمناً «وقفتها التضامنية معهم، من خلال إبراز قضيتهم». أما عامر المقيرن، فرحب بمثل هذه الفعاليات، التي «تبث الفرحة في نفوسهم، وتعرف المجتمع بهم، وتسهم في توطيد اندماجهم». وأشادت والدة التوحدي نواف النعيم، في المهرجان، الذي «أكدت على ضرورة تفاعل الأوساط النسائية مع أمهات التوحديين». واعتبر نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المعوقين عضو مجلس الشورى الدكتور سعدون السعدون، الجمعية «مظلة إنسانية لرعاية جميع فئات ذوي الإعاقة في الأحساء»، مبيناً أن هذه الفعاليات تأتي «لإضفاء البهجة في نفوس التوحديين، مصحوبة بالتوعية والتثقيف، والتعرف عليهم عن قرب، من أجل التعاطي مع قضيتهم، وإشعار ذويهم بوقفة المجتمع معهم». بدوره، أشار عضو مجلس إدارة الجمعية محمد العفالق، إلى تفاعل أولياء الأمور والحضور مع هذه الفعالية، واعتبرها «أسلوباً توعوياً وتثقيفياً جيداً، لتواصل التوحديين وأولياء أمورهم مع المجتمع من حولهم»، مقدماً شكره «لكل من ساهم وعمل لإنجاز هذا المهرجان، وخروجه في الشكل المشرف والمضمون العميق في فكرته، لتعريف المجتمع بهذه الفئة». ولفت المدير العام للجمعية عبد اللطيف الجعفري، إلى أن هذه الفئة «يمكن استثمار قدراتها الخارقة، من خلال احتواء واستقطاب المجتمع لها»، مشيراً إلى أن التضامن مع أولياء أمورهم «غدا أمراً ملحاً، للتخفيف من معاناتهم وإتاحة الفرصة لهم للتواصل الإيجابي مع أطياف المجتمع كافة». وأكد على أهمية «التدخل المبكر، من خلال مساعدة التوحديين وأسرهم، وكذلك تسليط الضوء عليهم، باعتبارهم أصحاب قضية مهمة، يجب التعريف فيها لدى فئات المجتمع كافة، وفي مختلف وسائل الإعلام، وإبراز اليوم العالمي للتوحد، كتجمهر يسهم في تطوير الوعي المجتمعي حول الإعاقة».