انتقد عدد من المسرحيين السعوديين، قرار إلغاء المهرجان المسرحي، الذي يقام عادة على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة، هذا العام، واصفين هذا القرار بأنه «مجحف في حق المسرح». وعبّر مدير جمعية الثقافة والفنون، عبدالعزيز السماعيل عن أسفه لإلغاء مهرجان المسرح، المرافق للجنادرية»، لافتاً إلى أنه «كان يشكل تاريخاً طويلاً، من التواصل للمسرحيين، وفرصة للقاء في ما بينهم»، وعد غيابه بالأمر المؤسف، قائلاً بأنه: «ليس في مصلحة المسرحيين، أو الجنادرية»، مرجحاً بأن «أجندة المهرجان هذا العام مزدحمة، وجاء ذلك على حساب المسرح»، متمنياً أن «تعيد الإدارة العليا للمهرجان، النظر في قضية الإلغاء». وأشار إلى أن: «المسرح، ليس من مسؤوليات الجنادرية، في شكل عام، أو خاص، إنما هم كانوا يقومون بهذا الجهد منذ أعوام مشكورين، ونتمنى منهم أن يستمروا، لأن في هذا العمل رافد مهم للمسرح». وقال السماعيل في حديث إلى «الحياة» إن وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون، هي الجهات المسؤولة عن المسرح، «والتي من المفترض أن تقيم له مهرجانات، وعندما يقول المهرجان الوطني بأن هذا ليس من مسؤوليتي، وأنا لست بجهة منظمة للمسرح، إنما ستضيف عروضه فقط، فنحن لا نستطيع أن نحاججه، لأنه بالفعل ليس هذا من مسؤوليته، وإنما نتمنى عليه أن يعيد النظر في الإلغاء، وأن تعوض جمعيات الثقافة والفنون هذا الغياب، بإقامة مهرجانها المسرحي، المقرر انعقاده العام الماضي». وتمنى المسرحي جبران الجبران، أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام ب«دورها تجاه المسرح»، منتقداً تأجيل الوزارة» لمهرجان المسرح السعودي، المقرر عقده منذ أعوام»، معتبراً أن من الصعب تحميل القائمين على الجنادرية مسؤولية غياب المسرح، لأن الوزارة فيما يبدو، تخلت عن مسؤوليتها تجاه المسرح»، معتبراً أن «عدم وجود مسرح في مهرجان الجنادرية، نقص كبير»، وتساءل كيف يمكن أن يتعرف الناس على ثقافة وطن أو بلد، من دون أن يشاهدوا مسرحاً!؟ وقال إن «أمراً كهذا يثير الاستغراب». وأكد الجبران «إننا محبطون جداً من خطوة كهذه، بخاصة أن مهرجان الجنادرية، وصل للعالمية، وسنوياً تتم تغطيته دولياً». وتساءل: لماذا يلغى المسرح، وما المبرر من ذلك؟، وتمنى بأن يكون للوزارة دور من خلال تبني تنظيم فعالية المسرح في المهرجان، أو إقامتها بالتزامن معه»، مشدداً بأن «الجنادرية هي المتنفس الوحيد للمسرح، في ظل إخفاقات الوزارة». وقال: «رجاءً يكفي، فما يحدث مجحف في حق المسرح»، منتقداً: «هذا التغييب التام للمسرح، وصمت وزير الثقافة ووكيله، حيال ما يحدث من تغييب»، مشيراً إلى «تشابه خطوة الإلغاء هذه، مع خطوة سابقة أقدمت عليها الوزارة، عندما كانت وزارة للإعلام فقط، إذ قامت بإلغاء المسرح من معرض» السعودية بين الأمس واليوم»، وشاركت فيه فقط بفعالية حول الفنون الشعبية، وهو ما دفع الغرب للاعتقاد بعدم وجود مسرح في السعودية أو مهتمين فيه». فيما اعتبر المسرحي عباس الحايك، أن ما حدث جاء نتيجة تراكم أزمات المسرح السعودي»، مشيراً إلى أن «الجنادرية كان يمثل المتنفس الوحيد للمسرح، وإلغاؤه سيتسبب في بقاء العروض المزمع عرضها فيه، من غير نشاط آخر يضمها، بخاصة مع التأجيل المستمر لمهرجان المسرح السعودي»، مبدياً تحفظاته على التنظيمات السابقة، التي كانت تشهدها العروض المسرحية في مهرجان الجنادرية، مشدداً على أن: «اللجنة المنظمة للمهرجان لم تكن تعطي الاهتمام الكافي للنشاط المسرحي، وكأنه نشاط هامشي». ولفت إلى أنّ «حصر هذا النشاط على يومين فقط، كان يحرم الفرق المسرحية من مشاهدة عروض بعضها البعض، وهو ما يجعل من التواصل بين المسرحيين السعوديين، في هذا المهرجان، شبه معدوم». وعلى رغم ذلك أبدى أسفه لإلغاء، قائلاً بأن «ذلك سيكرّس العديد من المشكلات»، لافتاً إلى «محاولة التدرج في قضية الإلغاء، من خلال تحجيم المشاركات المسرحية، أي بالاكتفاء بمهرجان لمسرح الطفل فقط في أحد الأعوام، وفي عام آخر بعمل «12 ساعة مسرح»، محاكاة لمهرجان تونس «24ساعة مسرح».