أصدر رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بياناً تفصيلياً (تلقت «الحياة» نسخة منه) في تعقيب على ما ذكره الإعلامي عاصم عصام الدين في برنامج «خط الستة» على قناة أبو ظبي الفضائية بأن رئيس الهلال سيجعل من فريقه وحياً قرآنياً، مستشهداً بما نشر على لسانه عبر صحيفة رياضية متخصصة، وأكد الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن ما نشر على لسانه كان مجرد اجتهاد صحافي في وضع العنوان، مبيناً أنه لم يذكر ذلك نهائياً، وفي المقابل لم يكن استشهاد عاصم عصام الدين سليماً، إذ نقل المعلومة بشكل مغلوط، على رغم عدم صحتها، فالعنوان جاء فيه أن «رئيس الهلال سيقود الهلال بوحي قرآني» وجاء في نص البيان: «نشرت صحيفة الرياضية في عددها رقم 7575 ليوم الخميس 22/ 6/ 1429ه الموافق 26/ 6/ 2008 حديثاً لعبدالرحمن بن مساعد بعد توليه رئاسة نادي الهلال، والذي تحدث فيه لجميع الصحف التي وجد مندوبوها بعد انعقاد الجمعية العمومية للنادي. وذكر عبدالرحمن بن مساعد نصاً سنسير على نهج الآية القرآنية الكريمة (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وذلك في إطار حديثه عن سياسته المقبلة في إدارة النادي، وهو حديث نشر في صحف عدة وبطرق مختلفة، ومن بينها صحيفة الرياضية التي نشرت عناوين عدة في السياق نفسه ووضعت عنواناً في صفحتها الأولى يقول «سأحارب الظلم وأقود الهلال بوحي قرآني»، ووضعت كلمة وحي قرآني بين قوسين في إشارة لما جاء في حديثي من آية كريمة ومعه عنوان آخر يقول «برنامجي إزالة التعصب... لا مزايدات مع الأندية... ومحاسبة المقصرين»، وعليه أؤكد أنني لم أقل مطلقاً في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد الجمعية العمومية سأقود الهلال بوحي قرآني وهذه الكلمة (وحي قرآني) لم ترد على لساني في الحديث المشار إليه في الصحيفة نفسها أو أي من الصحف الأخرى، وحتى هذه الكلمة لو كانت قيلت فإنها ليس فيها ما يخالف الدين أو العقيدة على رغم أنني أؤكد مجدداً أنني لم أقلها، وأود الإشارة إلى أن عاصم عصام الدين سأل الداعية الإسلامي سليمان بن أحمد الدويش خلال مداخلته في البرنامج عن حكم الاستشهاد بالآيات القرآنية في المجال الرياضي، فكانت إجابة الداعية الدويش «لا بأس في ذلك كونه اقتباساً، كأن يستدل البعض بلفظ في القرآن أو في السنة على قضية جاءت مناسبة الاستدلال فيها، وليس بالضرورة أن تكون بالحادثة نفسها التي وقعت أو جاء بها النص من عند الله عز وجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم إذا كان في مناسبته من دون المساس بمعنى النص أو الخروج عن هذا المعنى أو تعريضه للامتهان، فهذا لا بأس به، وقد ضمن بعض أهل العلم أقوال السنة في قصائد». وعلى رغم ذلك فما إن انتهت مداخلة الداعية الإسلامي سليمان الدويش الذي لم ير في الاستشهاد بالآيات القرآنية وقوعاً في المحاذير الشرعية، إلا أن عاصم بدأ يردد أنه لا يرى ذلك! وأبدى اختلافه في استشهادي بالآية الكريمة عقب رئاستي لنادي الهلال: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) التي أقصد فيها الاستعانة بالخبرات والكفاءات للعمل في الإدارة، كما أن من المؤسف أن يصل عاصم إلى تلك الدرجة التي حينها وصف إدارتي للهلال بوحي القرآن وفق ما جاء في القرآن والسنة النبوية بقوله (إذا كان سيقود الهلال بوحي القرآن فلا يحضر أجانب) في إطار مطالبته بفصل الدين عن الرياضة، وهذا هو ما يؤسف في أن يصل إلى هذه الدرجة من تضليل المشاهدين، وكما يعلم الجميع مقولة الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-: (سأجعل القرآن دستوري)، وما نادي الهلال إلا جزء من منظومة الدولة التي تدير كل الشؤون وفق ما جاء في القرآن والسنة النبوية، وتستعين بخبرات الأجانب من غير المسلمين في الأمور الفنية التي لا تتصل بالدين، وهذا أمر لا ضير فيه وأباحه القرآن والسنة النبوية، ولو كان في ذلك مخالفة تتعارض مع القرآن والسنة لما سمحت الدولة بذلك، وهو ما يؤكد محاولة عاصم عصام الدين الانتقاد لأجل الانتقاد. وعاصم حري به كصحافي متمرس ألا يأخذ الكلام على عواهنه والتحدث في أمور دينية لا شأن له بها خصوصاً أنه استشهد بشكل جازم وأوهم المشاهدين بصحته وهذا تضليل واضح، والاستشهاد بعنوان صحافي قصد به لفت الانتباه يجب ألا يخفى على المتابع الرياضي فضلاً عن الإعلامي المتمرس (كما هو عاصم) أن يدرك كيفية التلاعب بالألفاظ واستخدام المعاني العامة في وضع العناوين، وأنها في الغالب لا تعكس المضمون الحقيقي الذي يسأل عنه من نسب إليه وذكر على لسانه (صاحب الحديث) وليس العناوين التي في الغالب تحمل الكثير من الإثارة وتعبر عن بعض ما يأتي في الحديث لجذب انتباه القارئ وليس المتخصص الذي سيستشهد بالأحداث ويرويها، والذي هو تحديداً مطالبٌ بتحري الدقة والصدق والإلمام بكل ما جاء في الحديث متى أراد الاستشهاد به، فالاستشهاد بالعنوان الصحافي لا يعفي عاصم من عدم إلمامه بكل ما جاء في التصريح للاستشهاد به بدلاً من استخدام طريقة (لا تقربوا الصلاة) وترك بقية الآية حتى يحقق مراده من هذا الاستشهاد. ومن هنا يتضح أن الحديث لم يرد بالشكل الذي أورده برنامج خط الستة والذي للأسف أراد من خلاله عاصم عصام الدين استغلال مقاطعة نادي الهلال للبرنامج ليورد نصوصاً محرفة تتفق وتوجهاته وتفسيراته ليظهر الموضوع بما يتوافق مع أهدافه في الإساءة الشخصية التي تجاوزت الخلافات في الآراء الرياضية لتصل إلى هذا الحد من التجني وتغيير الحقائق بما قد يمس العقيدة.