هدد وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم حسين بالتدخل عسكرياً في الجنوب إذا دعا الأمر ذلك، حتى يوقف دعم الحركات المسلحة في إقليم دارفور الموجودة هناك، لكنه رأى أن هذا التدخل «يظل خياراً ثانوياً، ونحن حريصون على استنفاد السلام». ووجه تهديداً واضحاً إلى حكومة الجنوب، قائلاً: «ارفعوا أيديكم عن دارفور وابعدوا متمرديها عن أراضيكم». ووصف انفصال الجنوب بأنه «أكبر فاتورة دفعها السودان من أجل السلام والتعايش»، معتبراً أن «مشكلة الجنوب ليست مع الشمال كما يتصور البعض، وإنما مع نفسه، فالصراعات في الجنوب قبلية ولا توجد مؤسسات دولة». وعن المشاكل الحدودية والحزام الأمني وغيرها من القضايا المرتبطة بالتعايش بين الشمال والدولة الوليدة في الجنوب، قال وزير الدفاع إنهم أبدوا حسن النيات «والحدود السودانية - الجنوبية طويلة جداً تصل إلى 2170 كيلومتراً، ما يصعب عملية حراستها»، لكنه قال إن «لدى السودان مشاكل حدود مع دول أخرى لكنها لم تكن سبباً في الحروب». وأكد أن دارفور «آمنة بنسبة 90 في المئة». وقال إن المبعوث الرئاسي الأميركي السابق إلى السودان سكوت غرايشن أكد ذلك خلال لقاء بينهما. ورأى أن جوهر الأزمة في دارفور «ما زال يتعلق بالتدخل الغربي ومحاولة عكس الصورة في شكل سلبي»، مؤكداً أن «القوات المتمردة في دارفور تضاءلت قوتها الميدانية في شكل واضح». وعن مطالب باستقالته إثر غارة إسرائيلية على مدينة بورتسودان في شرق البلاد أخيراً، قال وزير الدفاع إنه واثق من نفسه «والأمر متروك لرئيس الجمهورية، أما أنا فأعرف ماذا أفعل»، مؤكداً أن هناك وجوداً إسرائيلياً في جنوب السودان، «والجنوبيون أنفسهم لم ينكروا مسألة علاقتهم بإسرائيل». وزعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس أن الغارة التي شنتها الطائرات الإسرائيلية قبل أسبوعين على سيارة في بورتسودان استهدفت السوداني عيسى هداب الذي تدعي إسرائيل أنه يهرب الأسلحة إلى قطاع غزة. وذكرت أن هداب كان نجا من غارة إسرائيلية العام 2009، حين قصفت قافلة شاحنات ادعت إسرائيل أنها حملت أسلحة مهربة إلى القطاع عبر السودان، ما أسفر عن مقتل 119 شخصاً. إلى ذلك، قرر قادة التحالف المعارض مواصلة تعبئة الشارع لإطاحة حكم الرئيس عمر البشير والتصدي للهجمة «الشرسة» على الحريات، وإقامة هيئة للدفاع عنها. وطالبوا الوسيط الأفريقي في دارفور ثابو مبيكي بمغادرة البلاد بعدما اتهموه بالانحياز إلى الحزب الحاكم في الأزمة. وعقد قادة التحالف المعارض لقاء أمس ضم زعيم «حزب الأمة» الصادق المهدي والأمين العام ل «الحزب الشيوعي» محمد إبراهيم نقد ونائب زعيم «حزب المؤتمر الشعبي» عبدالله حسن أحمد وآخرين، ناقش تطورات الأوضاع في البلاد، خصوصاً أزمة دارفور والحريات والغارة الإسرائيلية على شرق السودان. وقال رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق أبوعيسى في مؤتمر صحافي إن زعماء المعارضة انتقدوا استمرار اعتقال زعيم «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، وأقروا تسليم رسالة إلى البشير وطلب لقاء معه في هذا الشأن. وذكر أن قيادة المعارضة «أعربت عن قلقها إزاء هجمة السلطة الشرسة على الحريات» وقررت مناهضتها وإنشاء هيئة للدفاع عن الحريات. وعن حوار حزب «الأمة» مع الحزب الحاكم واستمراره في التحالف المعارض، قال أبو عيسى إنهم يعرفون نتائج حوار المهدي مع الحكومة، مؤكداً أن المهدي سيظل ضمن التحالف وسيشارك في أي نشاط مناهض لحكم البشير.