تحتفل الإمارات اليوم (السبت) بالذكرى ال46 لقيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة. وتأتي هذه المناسبة ترجمة صادقة لمسيرة الاتحاد، التي امتدت عبر 46 عاماً مضيئة وحافلة بالأحداث والمهمات الكبيرة والإنجازات التي رسم ملامحها الأولى وأرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - وإخوانه الآباء المؤسسون، وسار على دربه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي قاد مسيرة وطن العطاء لتتواصل مسيرة التقدم والازدهار على مختلف المستويات والصعد كافة. وبدأت الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد بإجماع حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 1971، واتفاقهم على الاتحاد في ما بينهم، إذ أُقر دستور موقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها. وفي العاشر من شهر شباط (فبراير) 1972 أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها إلى الاتحاد، ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد، ثم أخذت تندمج تدريجياً في شكل إيجابي بكل إمكاناتها. وانتهجت الإمارات، منذ إنشائها، سياسة واضحة على مستوى المنطقة الخليجية والعربية والدولية، وعملت على توثيق كل الجسور التي تربطها بشقيقاتها دول الخليج العربي، ودعمت كل الخطوات للتنسيق معها. وتحقق هذا الهدف عند إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ احتضنت أبوظبي أول مؤتمر للمجلس الأعلى في ال25 من أيار ( مايو) 1981، الذي تم خلاله إعلان قيام مجلس التعاون. وتعد الإمارات، التي تتألف من سبع إمارات هي: أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين، من أنجح التجارب الوحدوية، التي ترسخت جذورها على مدى أكثر من أربعة عقود متصلة، ويمتاز نظامها بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وذلك نتيجة طبيعية للانسجام والتناغم بين القيادات السياسية والتلاحم والثقة والولاء والحب المتبادل بينها وبين مواطنيها. واضطلعت بدور نشط، على الساحتين العربية والدولية، وعملت بمؤازرة شقيقاتها دول مجلس التعاون لتحقيق التضامن العربي ومواجهة التحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية. كما كان لها دور فاعل في جامعة الدول العربية، وفي منظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة الأممالمتحدة، ومجموعة دول عدم الانحياز، وعدد من المنظمات والهيئات العربية والدولية. فسياسياً تتبنى الإمارات، منذ تأسيسها، سياسة خارجية ناجحة ونشطة قوامها التوازن والاعتدال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وذلك من منطلق إدراك القيادة الرشيدة أن للدولة موقعاً مسؤولاً على الصعد العربية والإقليمية والدولية كافة. ونجحت الدبلوماسية الإماراتية في إطلاق عدد من المبادرات، التي تمت صياغتها لخدمة مواطنيها وشعوب العالم أجمع، إضافة إلى دورها في تحقيق عدد من الإنجازات، التي أسهمت بدورها في تعزيز مكانة الدولة على المستويين الإقليمي والدولي. وواصلت الدبلوماسية الإماراتية، خلال 2016، جهودها في بناء وتعزيز علاقات الدولة مع مختلف دول العالم، إذ بلغ عدد الدول التي ترتبط مع الإمارات بعلاقات دبلوماسية 192 دولة، في ما ارتفع عدد سفارات الدولة في الخارج إلى 84 سفارة و20 قنصلية، إضافة إلى أربع بعثات دائمة، في حين بلغ عدد السفارات الأجنبية لدى الدولة 113 سفارة و74 قنصلية عامة و16 مكتباً تابعاً للمنظمات الإقليمية والدولية.