أدى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومفتي مصر شوقي علام ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة ووفد من علماء الأزهر ومحافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، صلاة الجمعة أمس في مسجد الروضة في مدينة بئر العبد في شمال سيناء، بعد تأهيله إثر هجوم إرهابي الأسبوع الماضي استهدف مُصلين وأسفر عن قتل 305 من أبناء قرية الروضة وجرح 128 آخرين. وطالب شيخ الأزهر في كلمة ألقاها من المسجد عقب الصلاة «ولاة الأمور» بأن «يُسارعوا بتطبيق حكم الله بقتال المحاربين لله ورسوله والسَّاعين في الأرضِ فساداً، حمايةً لأرواح النَّاس وأموالهم وأعراضهم»، واصفاً الجماعات الإرهابية المتطرفة ب «الخوارج البغاة». وشهدت محافظة شمال سيناء أمس تعزيزات أمنية من قوات الجيش والشرطة وسط انتشار المكامن الثابتة والمتحركة على كل الطرق لتأمين وفد الأزهر، وفحصت هويات المواطنين الذين توافدوا من مدن شمال سيناء للصلاة في مسجد الروضة كإجراء احترازي لتأمين المنطقة من تسلل أي عناصر إرهابية، إلى جانب تشديد الإجراءات الأمنية على طريق العريش - القنطرة شرق، المؤدي إلى بئر العبد. ورفعت قوات الجيش درجة الاستعداد في المكامن المنتشرة بطول الطريق وقامت بعمليات تمشيط واسعة في الصحراء المتاخمة له، استخدمت فيها كاسحات الألغام وأجهزة الكشف عن المتفجرات، في وقت تمركزت المدرعات في محيط المسجد، واعتلى الجنود المدججون بالسلاح أسطح المباني المجاورة، لتأمين المصلين. وسُمح لوفد الأزهر الذي ضم شباباً وفتيات من المشيخة بزيارة الروضة أمس، فيما فضلت الأجهزة الأمنية إرجاء زيارات وفود شعبية ورسمية وبرلمانية إلى وقت لاحق بسبب العمليات العسكرية التي تجري في شمال سيناء. وأكد الطيب في كلمته في مسجد الروضة أن مصر قادرة على القضاء على «الإرهاب الغريب على أرضنا وشبابنا شكلاً وموضوعاً وفكراً»، واصفاً العناصر والجماعات التي شاركت ونفذت الهجوم على مسجد الروضة «وتهجموا على الله ورسوله بقتلهم المصلين» ب «الخوارج البغاة المفسدين في الأرض»، مشيراً إلى أن تاريخهم في قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف. وخاطب شيخ الأزهر أهل سيناء، قائلاً: «علينا أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية والتحدي في مواجهة هذه الحرب الشرسة ضد الجماعات المتطرفة التي تمارس إرهابها ضد الأبرياء». وأكد أن مصر بتاريخها وبسواعد أبنائها وجيشها، قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والقضاء على هذا الإرهاب. وحذر شيخ الأزهر من الاغترار بمظهر الإرهابيين وكثرة عبادتهم، وحفظهم للقُرآن الكريم، «الذي لا يتجاوز أفواههم وشفاههم إلى قلوبهم وعقولهم». وأكد تضامنه مع «سكان بئر العبد وأهالي الشهداء»، قائلاً إن «مصر كلها تشعُر بما تشعرون به، وتتألم مما تتألمون منه، وكذلك الأزهر الذي جاءكم بشيوخه وأبنائه وبناته ليعزيكم ويخفف عنكم مصابكم، ويضع يده في أيديكم من أجل نهضة هذه القرية علميّاً وصحيّاً واجتماعيًّا». وقرر الطيب صرف راتب شهري للأرامل والمحتاجين من أهالي القرية من بيت الزكاة التابع للأزهر، وتسفير أرامل القرية للحج العام المقبل على نفقة الأزهر، وإعفاء طلاب القرية من المصروفات الدراسية حتى الانتهاء من المرحلة الجامعية، فيما اختص سيدة فقدت 12 من أبنائها وأحفادها في الهجوم على مسجد الروضة ولقبت ب «أم الشهداء» بمنحة حج على نفقته الشخصية. في غضون ذلك، قال تكتل «25– 30» البرلماني المعارض في بيان، إنه كان قرر التوجه أمس إلى قرية الروضة للتضامن مع أهالي سيناء ومواجهة أَي محاولات لتخويف أهلها، لكنه تلقى اتصالاً من أمانة مجلس النواب بأن المنطقة الآن «مسرح لعمليات القوات المسلحة»، لذا تقرر إرجاء السفر إلى موعد لاحق.