لندن، شانغهاي، سنغافورة - رويترز - تجاوز سعر خام برنت 122 دولاراً للبرميل أمس، مع انتعاش الأسهم والسحب من مخزونات منتجات النفط الأميركية في شكل أكبر من المتوقع، ما حدّ من المخاوف من احتمال ضعف الطلب. وزاد سعر خام برنت 1.37 دولار الى 122.70 دولار للبرميل، مقارنة بإغلاقه عند 121.33 دولار عند التسوية أول من أمس، في حين ارتفع سعر عقود النفط الخام الاميركي 1.27 دولار إلى 109.55 دولار للبرميل. وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن «أسعار النفط المرتفعة تضر بالطلب في الصين والولاياتالمتحدة أكبر مستهلكين للطاقة في العالم»، معتبرة أن «أوبك تحتاج الى رفع الإنتاج في حزيران (يونيو) أو نحو ذلك لكبح أي زيادة جديدة في الأسعار». وتتزايد تحذيرات الدول المستهلكة من تضرر الطلب في شكل بالغ مع ارتفاع أسعار النفط العالمية هذا العام الى أعلى مستوياتها منذ 2008. ووصل سعر خام برنت إلى 127 دولاراً للبرميل هذا الشهر وتجاوز سعر الخام الأميركي 113 دولاراً، وسط قلق من الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وقال المدير التنفيذي للوكالة نوبو تاناكا في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «إذا استمرت أسعار الخام عند 100 دولار أو أكثر للبرميل خلال بقية السنة، فسيؤدي هذا إلى تدمير الطلب على غرار ما حدث عام 2008 وما نجم عنه من أزمة اقتصادية عالمية». وأضاف: «هناك فترة ستة شهور قبل أن يظهر على الاقتصاد العالمي أثر ارتفاع أسعار النفط بشكل كامل. لكنها إذا بقيت عند المستويات الحالية فستكون العواقب سيئة». وقال إن «المستثمرين والمضاربين يجب أن يستمعوا للتحذيرات المتزايدة وألا يكرروا الخطأ نفسه، الذي ارتكب عام 2008» عندما تجاوز سعر الخام 147 دولارا للبرميل. وبحسب الوكالة تراجع الطلب العالمي 500 ألف برميل يومياً في 2008 وبمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في العام التالي. وكان تاناكا وصف هذا الأسبوع العلامات الدالة على تباطؤ الطلب بأنها «مثيرة للانزعاج». وقال تاناكا: «المعروض جيد بأسواق النفط الآن لكن منظمة أوبك ستكون في حاجة الى تعزيز الإنتاج في حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو) مع استئناف عمل مصاف أوروبية بعد أعمال صيانة موسمية ومع بدء إعادة الإعمار باليابان عقب الزلزال والتسونامي الشهر الماضي». وأضاف: «يقول وزير البترول السعودي علي النعيمي دائماً إن السعودية ستسد الفجوة... لذا فإن دول أوبك في حاجة الى أن تتأكد من أن هذا سيحدث عندما يعود الطلب». ورأى أن «الإجراءات التي اتخذتها الصين لتهدئة النمو والحد من التضخم ساهمت في إبطاء الطلب فيها لكن ارتفاع الأسعار لعب دوره». وأضاف: «نمو الطلب الصيني على النفط تباطأ إلى 9.6 في المئة في شباط (فبراير) مقارنة به قبل سنة، بعد نموه 16 في المئة في كانون الأول (ديسمبر)». وقال: «لمسنا بالفعل تباطؤ معدلات نمو الطلب على النفط في الصين. من الواضح أن النمو يتباطأ». ورجح أن «يزيد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة بعد أن تسبب زلزال اليابان وموجات المد البحري العاتية هناك في أضرار جسيمة بمفاعلاتها النووية». وتابع: «هذا سيخفف تخمة المعروض من الغاز في الأسواق العالمية على نحو أسرع مما كان متوقعاً». وكان تقرير معهد البترول الاميركي أول من أمس، أظهر أن مخزون الولاياتالمتحدة من البنزين انخفض 1.8 مليون برميل، في حين انخفض مخزون نواتج التقطير 3.4 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو انخفاض أكبر من المتوقع.