على رغم عدم مشاركة المرأة السعودية في انتخابات المجالس البلدية التي من المقرر انطلاقها في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، والتي عزتها وزارة الشؤون البلدية لأسباب تقنية، إلا أن هذا العائق لم يمنع عدداً من الناشطات السعوديات من إطلاق حملة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تحت شعار «حملة بلدي»، وأشارت القائمات على الحملة إلى أن الهدف من إطلاقها هو تأكيد حقهن في المشاركة في الانتخابات البلدية. وأضفن أنهن لن يتوقفن حتى يحصلن على ما يردن، نظراً الى أن النظام لا يوجد فيه ما يمنع المرأة من المشاركة في الانتخابات البلدية. وذكرن أن الانتخابات ليست مقتصرة على الرجال فقط، وأنهن يردن الحصول على فرصتهن التي كفلها لهن القانون، بصرف النظر عن احتمالات الفوز أو الخسارة. وتستقطب حملة «بلدي» أكثر من 2033 مشاركة، وأشارت على صفحتها الرئيسة إلى أنها مجموعة وطنية وبمبادرة نسائية مستقلة، وبتمثيل وطني شامل لكل مناطق المملكة العربية السعودية، وتسعى لتحقيق المشاركة الفعالة والكاملة للمرأة السعودية في المجالس البلدية، من خلال التوعية والتأهيل «لإيماننا بحق المرأة في المشاركة وأهمية دورها في تطوير الخدمات البلدية والقضايا الاجتماعية غير المفعلة، لأنها أكثر ملامسة لحاجات الأسرة والمجتمع وبدعم الرجل والمرأة في هذه الانتخابات». وترتكز الحملة على أربعة منطلقات هي: الاجتماعي، والحقوقي، والسياسي، والثقافي، من خلال إبراز دور المرأة خلال المرحلة الجارية التي تجاوزت الحدود التقليدية، وبدأت تقود التغيير وتمارس أدواراً غير مسبوقة، بسبب التحولات الاجتماعية المتواصلة، وما حققته المرأة من إنجازات ومكتسبات مهمة يحتاج الى حماية بصورة قانونية، إضافة إلى حق المرأة في المشاركة في الانتخابات، وفق نصوص المواثيق الدولية التي وقعت عليها المملكة، والنصوص والتشريعات الدينية. وتؤكد الحملة على ضرورة تغيير الصورة النمطية المرسومة عن المرأة في المجتمع السعودي، كونها مهمّشة وغير قادرة على التفاعل مع المحيط وأجواء العمل، وأنها سلبية تجاه مختلف القضايا، وأن من المهم المساهمة في تغيير هذه الصورة للمرأة، وبيان أنها مثل بقية نساء العالم، لها هموم وتطلعات ولديها قدرات وإمكانات، تستطيع التعبير عنها بصور مختلفة. وتهدف الحملة إلى السعي من أجل حصول المرأة على حقها في الانتخاب والترشح في الانتخابات البلدية لعام 2011، من خلال تأهيل وتدريب فرق العمل والمرشحين والمرشحات للانتخابات البلدية، إضافة إلى رفع مستوى وعي أفراد المجتمع ومؤسساته بأهمية المشاركة في انتخابات المجالس البلدية. وتضيف القائمات على الحملة أن للمرأة الحق نفسه المُعطى للرجل، بحيث تتمكن من الحصول على حقوقها وممارستها بصورة متساوية من دون أي تمييز بينهما، ما يعني أن حق المشاركة في الانتخابات هو حق مشروع للمرأة أيضاً، وفق نصوص المواثيق الدولية التي وقعت عليها المملكة، والنصوص والتشريعات الدينية أيضاً. مشاركة المرأة ستكون واقعاً معاشاً أكد رئيس لجنة الانتخابات البلدية عبدالرحمن الدهمش، في وقت سابق، أن النظام لا يمنع مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وعزا سبب عدم مشاركتها في الانتخابات الحالية إلى بعض النواقص في مراكز الاقتراع وفي العملية الانتخابية، مضيفاً أنه لا يمكن أن نجزئ مشاركة المرأة على مستوى المملكة، لافتاً إلى أن مشاركتها ستكون في الوقت المناسب. وشدّد الدهمش على أن إجراءات تصويت المرأة في الانتخابات يجب أن تتخذ وتتوافر في جميع المناطق استعداداً للمراحل المقبلة، مثمناً الجهد الذي تؤديه، ومتمنياً فتح المجال لها للعمل في كل أمانات المملكة. ووعد الدهمش، في تصريحات صحافية، لمناسبة انطلاق فاعليات المجالس البلدية في دورتها الثانية، بأن تكون مشاركة المرأة في الانتخابات واقعاً معاشاً في الفترة المقبلة بعد استكمال النواقص، ممتدحاً عمل المرأة في الجانب التنفيذي في أمانة مدينة الرياض، وثمّن الجهد الذي تقوم به المرأة، واعداً بفتح المجال لعمل المرأة في كل أمانات المناطق في السعودية.