أمل الرئيس السابق للحكومة اللبنانية تمام سلام في أن يكون تريث رئيس الحكومة سعد الحريري في تقديم استقالته «فرصة ليدرك الجميع خطورة الوضع والمرحلة ويلتئم الشمل على قواعد أكثر ثباتاً ووضوحاً، بما يفيد لبنان واللبنانيين»، ولفت إلى «أن إعلان الرئيس الحريري استقالته يرتكز إلى معطيات سياسية معينة وأبرزها خيار إنقاذ الدولة وهو يحاول أن يساهم ويساعد في نهوضها، ولكن هذا الأمر يتطلب المساعدة من الجميع لا أن يتحمل وحده هذا العبء». وقال في حوار مع وكالة «أنباء الشرق الأوسط»: «الرئيس الحريري يسعى لإبعاد لبنان عن سياسة المحاور ووصل إلى وقت شعر فيه أنه يجب القيام بصدمة معينة يستفيق فيها الجميع، وهو النأي بلبنان عما يحيط به في المنطقة من أحداث والابتعاد عن أي أمر يكون فيه أذى أو ضرر لأي دولة عربية شقيقة». واعتبر «أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري نجحا في إدارة الأزمة السياسية عقب استقالة الرئيس الحريري، ونأمل بأن يستكمل ذلك بتوافق كل القوى السياسية الرئيسية على تثبيت النأي بالنفس عن صراعات المنطقة»، أملاً ب «أن تنجح المشاورات، بالتوصل إلى تفاهم جديد، ويتم وضع الفعل محل القول». وإذ أكد أن «لا أحد يريد أن يتورط لبنان واللبنانيون في مشكلات إقليمية بشكل يؤذي لبنان»، دعا إلى أن لا يكون لبنان «منصة لخلق مشكلات أو عداء مع أي دولة، بخاصة الدول العربية الشقيقة». ورأى سلام أن «وجود لبنان مرتبط بالتمثيل المتوازن لكل مكوناته»، مؤكداً أن «لبنان لا يستمر ولا ينهض ولا يقوى إلا بمشاركة جميع مكوناته الطوائفية والمناطقية والسياسية، ونحن نحرص على أن يكون هناك توافق وتوازن في تلك العلاقة، خصوصا أننا مقبلون على انتخابات نيابية، ونريد أن تكون الأجواء مستقرة». وقال رداً على سؤال: «لا أحد يتقبل أن يتم إطلاق صاروخ من أي جهة كانت على المملكة العربية السعودية بأي شكل كان، ولا أحد يتقبل تهديد أي دولة، خصوصاً إذا كانت دولة عربية شقيقة». أضاف: «الأمين العام لحزب الله نفى نفياً كاملاً إطلاق صاروخ على الرياض، لكن يبدو أن لدى السعودية بعض المعطيات التي تؤكد ذلك». وتابع أن «دور حزب الله في سورية والعراق معلن، ولكنه يشكل عبئاً ليس على حزب الله فقط بل من جهة ارتداداته علينا في لبنان. نتمنى أن نصل إلى اليوم الذي لا يكون فيه لأي مكون لبناني أي تدخل أو دور خارج لبنان». وأشاد سلام ب «دور مصر المحوري والإيجابي في المنطقة عموما ولبنان خصوصا، ومن الطبيعي أن يعتني الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً بالوضع في لبنان، ويتواصل مع القادة العرب على خلفية ما له من علاقات مع القادة اللبنانيين في محاولة للوصول إلى ما يعزز الاستقرار».