اتفق «مجلس رعاية القصر الإمبراطوري» في اليابان اليوم (الجمعة)، على تنازل الإمبراطور أكيهيتو عن العرش في 30 نيسان (أبريل) 2019 بعدما أمضى معظم فترة توليه العرش التي استمرت قرابة ثلاثة عقود محاولاً مداواة الجروح التي لحقت ببلاده نتيجة الحرب العالمية الثانية. ويضم المجلس عشرة من نواب البرلمان وأفراد عائلة الإمبراطور وقضاة المحكمة العليا ويرأسه رئيس الوزراء شينزو آبي. وسيكون هذا التنازل عن العرش هو الأول لإمبراطور ياباني منذ حوالى 200 عام. ويتعين على الحكومة بموجب القانون الاستماع لآراء المجلس قبل اتخاذ قرار رسمي في شأن موعد التنازل عن العرش والمرجح أن تتخذه الأسبوع المقبل. وسيخلف الإمبراطور أكيهيتو، وهو في الثمانينات من العمر، ولي عهده الأمير ناروهيتو البالغ من العمر 57 عاماً. وقال آبي للصحافيين بعد إعلان توصية المجلس: «هذا التنازل هو الأول لإمبراطور عن العرش منذ 200 عام والأول في ظل دستور (ما بعد الحرب)... اتخذ قرار مجلس رعاية القصر الإمبراطوري بيسر وهي خطوة واسعة نحو توريث الحكم الإمبراطوري». وقال الابن الأصغر للإمبراطور الأمير أكيشينو أمس إن والده سيسلم كل واجباته العامة إلى وريثه بعدما يتنازل عن العرش. جاء ذلك رداً على مخاوف أثيرت في شأن احتمال أن يضعف الإمبراطور السابق من سلطة الإمبراطور المقبل. ويعرف الدستور الياباني الإمبراطور بأنه رمز الدولة والشعب ولا يملك سلطة سياسية. وتشمل واجباته المشاركة في مراسم لديانة الشنتو ومهمات يحددها الدستور مثل افتتاح البرلمان. وعبر بعض الخبراء عن خوفهم من أن يتسبب وجود الإمبراطور السابق في إضعاف الوضع الرمزي لوريثه ولي العهد الأمير ناروهيتو، مسترجعين أمثلة من الماضي لتمسك أباطرة سابقين بنفوذهم. وقال الأمير أكيشينو الشقيق الأصغر لولي العهد في تصريحات نشرت لمناسبة عيد ميلاده ال 52 أمس، إن «نية الإمبراطور كانت منذ البداية تمرير كل واجباته العامة... للإمبراطور التالي». وأضاف أكيشينو: «حتى إذا كانت هناك أي مخاوف في شأن سلطة مزدوجة، إن كان هذا التعبير لائقاً، فإن في استطاعتي أن أقول بوضوح إن ذلك مستحيل». وتم سن قانون في حزيران (يونيو) الماضي يسمح لأكيهيتو الذي سيبلغ من العمر 84 سنة في 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي بالتنازل عن العرش.