كانو، ابوجا (نيجيريا) - رويترز، أ ف ب - انتشر جنود الجيش النيجيري في شوارع مدن شمال البلاد ذات الغالبية المسلمة، حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى في شغب اندلع أول من أمس، اثر إعلان فوز الرئيس المسيحي جودلاك جوناثان بولاية جديدة، بعد نيله 59 في المئة من الأصوات. وكشف ذلك حجم الانقسام الطائفي في البلاد التي يقطنها 150 مليون شخص، باعتبار ان جوناثان فاز في الجنوب ذي الغالبية المسيحية، ومنافسه المسلم محمد بخاري في الشمال، لكن الشرطة تصر على ان دوافع العنف سياسية وليست عرقية او دينية. واندلع الشغب خلال تنظيم مؤيدي بخاري الذي نال 31 في المئة من الأصوات، احتجاجات في خمس ولايات شمالية أهمها كانو وكادونا، على نتائج الانتخابات التي اتهموا الحزب الحاكم بتزويرها. وهتف هؤلاء «نريد بخاري... نريد بخاري»، ما اضطر قوات الأمن الى إطلاق النار في الهواء واستخدام الغازات المسيلة للدموع لفض الحشود، لكنها عجزت عن منعهم من حرق كنائس ومتاجر ومنازل، أحدها لنائب الرئيس نمادي سامبو، ما أدى الى مقتل كثيرين لم يستطع عمال الإغاثة تحديد عددهم بسبب صعوبة الوصول الى بعض المناطق، على رغم تخفيف السلطات حظر التجول صباحاً. وفرّ سكان مسيحيون الى ثكن تابعة للجيش والشرطة طلباً للحماية، علماً ان الطبيب عبد المريجة، منسق عمليات الصليب الأحمر النيجيري أعلن نزوح اكثر من 15 ألف مسيحي من الشمال. وقالت دورا اوجبيبور من سكان زاريا التي تتحدر أصولها من الجنوب: «دمروا سياراتنا ومنازلنا، واضطررتُ للفرار لإنقاذ حياتي». وانتقد ديبلوماسيون ومحللون وأنصار الحزب الحاكم في نيجيريا، عدم دعوة الجنرال السابق بخاري الذي يتمتع بتأييد واسع في الشمال الى الهدوء، وعدم إدانته العنف الذي ارتكب باسمه، علماً ان مراقبين محليين ودوليين وصفوا الانتخابات بأنها «الأكثر نزاهة منذ عقود»، لكنهم اقروا بأن نَيْل جوناثان نسباً مرتفعة في معاقله بالجنوب المسيحي، على غرار 95 في المئة من الأصوات في ولاية اكوا ايبوم و99,63 في المئة في ولاية بايليسا حيث مسقط رأسه، يثير الشكوك. وكان جوناثان دعا بعد فوزه الى الوحدة إثر حوادث الشغب المميتة في الشمال، وقال: «لا يستحق الطموح السياسي لأي فرد إراقة دم نيجيري واحد في سبيله». وأعلن الجيش التزامه الكامل مساندة الحكومة والحكم الديموقراطي.