إسلام آباد، واشنطن – أ ف ب، رويترز – أعلن الجيش الباكستاني أنه أجرى تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ أرض - أرض جديد متوسط المدى من طراز «حتف» يستطيع حمل رؤوس نووية. وأوضح الجيش أن الصاروخ يبلغ مداه 60 كيلومتراً، وقادر على إصابة الأهداف بدقة متناهية، ونقل عن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إشادتهما بنجاح التجربة، وإنجاز العلماء والمهندسين الذين عملوا على المشروع. وكانت باكستان أجرت تجارب نووية في أيار (مايو) 1998، وذلك بعد أيام من إجراء الهند اختبارات مماثلة، علماً أن البلدين خاضا ثلاثة حروب منذ استقلالهما عام 1947. على صعيد آخر، صرح وزير المال الباكستاني حافظ شيخ أن ما يتردد عن حصول بلاده على مساعدات أميركية بعشرات بلايين الدولارات هو «أسطورة». وقال في كلمة ألقاها في مركز «وودرو ويلسون» للبحوث السياسية في واشنطن: «لم تسلم الولاياتالمتحدةباكستان ما وعدت به في قانون مساعدات كيري لوغار بيرمان عام 2009 والذي نص على تقديم 7,5 بليون دولار كمساعدات مدنية على مدى خمس سنوات، والحقيقة أننا لم نتسلم بموجب هذا القانون هذه السنة إلا أقل 300 مليون دولار». وأكد وزير المالية الباكستاني الذي حضر اجتماعات لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مطلع الأسبوع، أن بلاده لا تريد مساعدات بل تبادلات تجارية. وقال: «دعونا نفتح أسواقنا في شكل متبادل كما حصل مع الاتحاد الأوروبي». وتعتمد باكستان على المساعدات الخارجية لمواجهة مشاكل انعدام الاستقرار السياسي والعنف، فيما أثرت الفيضانات التي ضربت أراضيها العام الماضي، والتي اعتبرت أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد، في ثلاثة ملايين شخص ودمرت محاصيل وغمرت طرقاً وجسوراً، وتسببت في أضرار قيمتها عشرة بلايين دولار، وخفضت إجمالي الناتج المحلي نحو نقطتين مئويتين. وأفاد تقرير أصدره مكتب محاسبة الحكومة الأميركية في منتصف شباط (فبراير) الماضي بأن إسلام آباد لم تتسلم إلا 179.5 مليون دولار من أصل 1,5 بليون دولار حتى نهاية عام 2010. وعزا ذلك الى مواصلة المسؤولين الأميركيين تطوير مشاريع تنمية لهذه المساعدات. وأشار التقرير إلى أن نحو 500 مليون دولار من المساعدات الأميركية ستنفق على عمليات الإغاثة من الفيضانات، علماً ان واشنطن تضغط على إسلام آباد لشن حملة على المتشددين الذين يحتمون في مناطق القبائل الباكستانية، وينطلقون منها لشن هجمات على القوات الأجنبية في أفغانستان المجاورة. وقررت واشنطن أمس، منح المتضررين من الفيضانات 190 مليون دولار، علماً أن 310 ملايين دولار مخصصة تقريباً لدعم عملية التعافي، وإعادة تأهيل البنى التحتية. ودعت واشنطن إسلام آباد الى مواصلة جهود تعزيز إطارها الضرائبي، مطالبة بإصلاحات هيكلية كبيرة خصوصاً في قطاع الطاقة «لتوفير الشروط من أجل تحقيق تنمية قوية وإيجاد وظائف».