عقد أمس في وزارة الخارجية البريطانية اجتماع خماسي للتداول في وضع اليمن دعا إليه وترأسه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وشارك فيه وزيرا خارجية السعودية عادل الجبير والإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، ووزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، والمبعوث الدولي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى جانب وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانون. وأوضحت الخارجية البريطانية أن الاجتماع يعد جزءاً من العملية المتعددة الأطراف التي تسعى إلى التوصل إلى حل سياسي طويل الأمد للصراع في اليمن. ورحب بوريس جونسون بالخطوات التي اتخذتها دول التحالف لدعم الشرعية بإعادة فتح ميناءي الحديدة والصليف، واستئناف رحلات الأممالمتحدة إلى مطار صنعاء، وأشار إلى أن بريطانيا ستواصل الجهود الديبلوماسية بقيادة الأممالمتحدة، إلى جانب مراجعة الوضع الأمني على الأرض، بما في ذلك الاعتداء بصاروخ باليستي أخيراً على مدينة الرياض. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن اجتماع الأمس ليس الأول الذي تستضيفه لندن في إطار جهودها لإحلال السلام في اليمن، فقد لعبت بريطانيا دوراً قيادياً في الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي، عبر جمع الأطراف الفاعلة، بمن فيها السعودية والإمارات وسلطنة عمان والولايات المتحدة، من خلال عملية المجموعة الخماسية. وطالبت الحوثيين بالتنازل عن شروطهم المسبقة والتجاوب مع اقتراحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة. من جهة أخرى، قال الناطق باسم مركز الملك سلمان للإغاثة سامر الجطيلي خلال ندوة صحافية أمس، إن المركز قدّم منذ إنشائه 248 مشروعاً شملت 38 دولة، نفّذها من خلال 119 شريكاً محلياً وأممياً بكلفة تجاوزت 847 مليون دولار، كان لليمن منها الحظ الأوفر، إذ بلغت المشاريع المخصصة لليمن أكثر من 162 مشروعاً، نفذت من خلال 85 شريكاً، بكلفة تجاوزت 715 مليون دولار. وطالب الجطيلي المنظمات الإنسانية الدولية بعدم تجاهل المناطق المحاصرة، التي تؤوي ملايين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، كالمحاصرين داخل مدينة تعز وغيرها من المناطق. ولفت إلى أن تجاوزات الانقلابيين مستمرة، وقال: «إنهم يقومون بالاستيلاء على المساعدات، والاعتداء على فرق الإغاثة، وحرق المساعدات، وعدد التجاوزات بلغ 554 تجاوزاً وفق تقرير الحكومة الشرعية، مع صمت غريب للمنظمات العالمية عن هذه التجاوزات، وبعض هذه المنظمات لا توجد لها مكاتب إلا داخل صنعاء، فلا يعلمون عن أرض الواقع شيئاً في المدن والأرياف، وحتى الموانئ الكبيرة مثل الحديدة». وفي شأن مكافحة مرض الكوليرا، قال: «وقّع مركز الملك سلمان خلال الفترة الماضية مشروعين لعلاج الكوليرا ومكافحته في اليمن، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بكلفة بلغت حوالى 24 مليون دولار. ويهدف المشروعان إلى دعم برامج علاج الكوليرا في اليمن، بتوجيه من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، علماً أن المركز وقّع عدداً من الاتفاقات السابقة في المجال نفسه. وأضاف أن نسبة الوفيات بالكوليرا انخفضت إلى 0.03 في المئة، وعدد حالات الاشتباه انخفض بنسبة 80 في المئة، فيما بلغت نسبة التشافي والخروج من المستشفى 99 في المئة، ولم تصبح حالة المرض أولوية لدى منظمة الصحة العالمية». كما وُقِّع خلال الأيام القليلة الماضية مشروعان لتدشين المرحلة الثانية لإعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالأزمة في اليمن.