أدى أوهورو كينياتا اليمين الدستورية رئيساً لكينيا لولاية ثانية وأخيرة من خمس سنوات، في وقت فرقت الشرطة باستخدام غاز مسيل للدموع وطلقات تحذيرية تجمعاً لحوالى مئتي معارض. كما فرقت تجمعاً آخر لعدد من أنصار كينياتا الذين حاولوا دخول مدرجات أستاذ كاساراني الذي اكتظ ب60 ألف شخص في شمال شرقي العاصمة نيروبي، حيث أقيم حفل التنصيب. وبعد أقل من ساعة على أداء كينياتا القسم الدستوري، أعلن زعيم المعارضة رايلا أودينغا أنه سيعقد اجتماعاً يؤدي فيه القسم رئيساً لكينيا، في 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب غازاً مسيلاً للدموع على قافلته والحشد الذي كان يستمع إليه. وأكد ذلك الانقسام الشديد في البلاد بعد إجراء اقتراعين لانتخاب الرئيس، أولهما في 8 آب (أغسطس) الماضي الذي ألغت المحكمة العليا نتائجه استجابة لطلب المعارضة، والثاني في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2017 الذي قاطعته المعارضة بحجة افتقاد العملية الانتخابية النزاهة المطلوبة. وشهدت هذه الفترة سقوط 56 قتيلاً على الأقل خلال قمع الشرطة تظاهرات المعارضة. لكن الحصيلة تبقى أدنى بكثير من العنف السياسي والإتني الذي أعقب انتخابات 2007، وخلّف ألف قتيل. ووسط تصفيق حاد داخل الملعب، وعد كينياتا الذي فاز بنسبة 98 في المئة من أصوات المقترعين الذين لم تتجاوز نسبتهم 39 في المئة من عدد المدعوين بسبب مقاطعة المعارضة، ب «الولاء لجمهورية كينيا». وقال مخاطباً الأفارقة: «إذا كنتم ترغبون يمكنكم الزواج والاستيطان في كينيا»، مضيفاً: «لن نطلب أي مقابل، وهدفنا هو توطيد العلاقات الأفريقية». وكان كينياتا قال في كلمة خلال قداس الأحد الماضي: «مسؤوليتنا بعد التنافس السياسي هي التكاتف والعمل لبناء الأمة». لكن المعارضة وعدت بمواصلة حملة «عصيان مدني» يشارك فيها أنصارها بدرجات متفاوتة، علماً أن الاقتصاد تضرر بشدة من الصراع بين الطرفين، ويشتكي كثيرون من تراجع دخلهم خصوصاً في مدن الصفيح حيث يعيش كثيرون بأقل من يورو واحد يومياً. ويقول أنصار المعارض أودينغا إن «الحديث عن الوحدة بمثابة استسلام». ويتهمون الحزب الحاكم بسرقة الانتخابات والمساهمة في تفشي الفساد وإصدار تعليمات لقوات الأمن بارتكاب انتهاكات وتجاهل قطاعات عريضة من البلاد بينها مسقط رأس زعيمهم في الغرب، حيث موطن إتنية «ليو» التي تشعر بتمييز وتهميش منذ استقلال كينيا عام 1963 مقارنة بإتنية كيكويو التي ينتمي إليها الرئيس كينياتا، والتي تحدر منها ثلاثة من رؤساء البلاد الأربعة. وأورد بيان أصدره تحالف المعارضة برئاسة أودينغا أن «العودة إلى التخلف السياسي لماضينا ليس فقط غير مقبول، بل لا يطاق. ولا يمكن تجاوز الانقسام بالحوار والحل الوسط». ويرى مراقبون أن الأزمة تظهر تنامي الهوة بين النخب المسيسة والشعب الذي تطمح غالبيته الصامتة في أن تطوي البلاد الصفحة. لكن أنصار كينياتا يبدون تفاؤلهم بالمستقبل، وبينهم إيونيس جيروبون التي قالت: «أنا واثقة من أن كينياتا سينجح في توحيد الناس حتى نعمل جميعنا من أجل البلاد».