طالب عدد من المثقفات والمهتمات في الشأن الأدبي والفني في جازان بتفعيل دور التوعية الثقافية وتهيئة المجتمع لتقبل دور المرأة داخل المؤسسات الثقافية، وفتح أبواب المشاركة وتوسيع أنشطتها، مع تخصيص موازنة لا تقل عن الموازنة المخصصة لأنشطة المثقفين والمبدعين من الرجال. جاء ذلك خلال أمسية بعنوان: «ماذا تريد المرأة من المؤسسات الثقافية»، نظمها نادي جازان الأدبي مساء أمس الأول (الخميس)، وقدمتها خديجة ناجع التي بدأت ورقتها بالحديث عمّا يواجهنه المثقفات من عقبات في المؤسسات الثقافية، متسائلة عمّا قدمته تلك المؤسسات للمرأة، وهل المرأة أخذت حقها كعضو فاعل يحمل مسؤولية الهمّ الثقافي؟ أم أنها ما زالت على جسر التهميش وتنتظر هبات الجهات المعنية؟ وأضافت تقول: «إنه لمن المزري والمخجل أن المثقفة، وعلى ما بلغت من النضج والوعي الإنساني، يهضم حقها على مرأى ومسمع الوزارة، وممن يُعدّون رموز الفكر من دون أن تبرر أسباب ذلك التهميش». ومن جانب الحضور، علّقت عضو النادي هدى خويري: «إن النادي لا يملك أجنحة ليطير إلى المثقفات للبحث عنهن، وإنما عليهن تحديد المطالب»، فجاء التعقيب من المحاضرة ناجع: «إن لدى المؤسسات أجنحة لتطير، وإلا ما كنا هنا على هذا المنبر، وهي أجنحة الدعم المادي والتسهيلات، وتذليل العقبات وتمويل الأنشطة، وكلنا نعرف أن مستوى الأنشطة النسائية لا يساوي شيئاً من ضخامة الموازنة إذا دخلنا من باب المقارنة بالأنشطة المخصصة للرجال». وفي مداخلة أخرى، قالت عفاف أحمد: «هناك الكثير من الموهوبات وصاحبات الميول الأدبية والفنية، ولكن يواجهن عقبات اجتماعية، وأعتقد أن المجتمع بحاجة إلى تهيئة ثقافية مستمرة على مستوى المنطقة حتى يسود المناخ المناسب للنساء، فكثير منهن يلجأن إلى التضحية إلى درجة أن تفقد الواحدة استقرارها الأسري كونها تحمل ميولاً أدبية، أو بمجرد مشاركتها في المؤسسات الثقافية، وهذه حقيقة لا نستطيع تجاهلها». من جانبها، أكدت الشاعرة شريفة الزين على ضرورة التهيئة المجتمعية، وقالت: «إنني واحدة من ألف مضحية، ذقن لهيب التضحية لأن هناك شرائح مجتمعية لم تستوعب حتى الآن حاجة المرأة المثقفة إلى دعم المجتمع». وأضافت أنها كانت تكتب الشعر في الظلام، لأن هناك من يحول بينها وبين النور، ثم تقوم بتصحيح ما كتبت ليلاً في صبيحة اليوم التالي مستعينة بنور النهار، كاشفة أنها لم تستطع موهبتها باعتبارها شاعرة تقبل حياة الظلام، فكانت التضحية السبيل الوحيد على رغم قسوتها، فيما رأت رحاب مسلم أن هناك دور للمرأة المثقفة مرهون بأولويات عليها الموازنة إن استطاعت حتى لا تفقد شيئاً مهماً، كما تعددت المداخلات والتعقيبات من الحاضرات، وتناولت حقوق المرأة المثقفة في الخطاب الديني، وأن هناك فئات من المجتمع تبنّت سلوكيات غير واضحة تجاه مشاركة المرأة، ووصفنها بأنها «سلوكيات معيقة للثقافة النسائية على رغم وضوح النصوص الشرعية».