شارك آلاف الفلسطينيين أمس في وداع حزين ومؤثر لجثمان المتضامن الإيطالي الدولي فيكتور (فيتوريو) أريغوني في قطاع غزة وصولاً الى معبر رفح الحدودي، ومنه الى مطار القاهرة، كي ينقل الى مسقط رأسه في مدينة ميلانو. وودّع الفلسطينيون أريغوني بالدموع والورود والرز، ولفّوا التابوت بالعلميْن الفلسطيني والإيطالي، في وقت نشرت وزارة الداخلية في حكومة غزة أسماء ثلاثة سلفيين وصورهم، أحدهم أردني الجنسية، قالت إنهم «مطلوبون» للعدالة بتهمة قتله. ونظمت حكومة غزة التي تقودها حركة «حماس» جنازة عسكرية لاريغوني الذي وضع جثمانه في سيارة اسعاف احاطت بها سيارات للشرطة، فيما استقل آلاف الفلسطينيين والأجانب من أعضاء حركة التضامن الدولي وصديقته كلاوديا ميلان وممثل عائلته البريطاني من أصل فلسطيني أسامة الشافعي سيارات وباصات، وتوجهوا الى مدينة رفح التي تبعد عن غزة نحو 40 كيلومتراً. وشارك في الموكب وزراء ونواب ومسؤولون وممثلو فصائل وطنية واسلامية ومؤسسات المجتمع المدني، وفعاليات شبابية وشعبية، وعشرات الصحافيين الفلسطينيين والأجانب. وطوال الوقت، تعالت هتافات أصدقائه ودعواتهم للقصاص من قتلته. كما رددت هتافات من بينها «من غزة حتى جنين، فيكتور ابن فلسطين»، و «غزة بوابة أحلام ... مش معقل إجرام»، و «يا إرهابي يا خسيس، دم فيكتور مش رخيص»، و «غزة مش معقل إرهاب ... غزة للحرية باب»، و «من غزة صدر القرار، فيكتور شهيد ومغوار». وفي معبر رفح، حمل أصدقاء فيكتور جثمانه وطافوا به لبعض الوقت أرجاء المعبر، ولسان حالهم يقول إنهم لا يريدون أن يغادرهم جثماناً بعدما رفض مغادرة غزة حياً. وأعلن المراقب العام في وزارة الداخلية في حكومة غزة حسن الصيفي خلال مؤتمر صحافي عقده في المعبر أن الحكومة «رصدت مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن القتلة». واعتبر أن جريمة قتل أريغوني «تصب في مصلحة الإحتلال لمنع المتضامنين من الوصول الى غزة». وتعهدت المتضامنة الإيطالية سيلفيا، صديقة أريغوني، بالبقاء مع جميع أصدقائها في غزة لمساندة صمود الشعب المحاصر رغم مقتله على «أيدي مجموعة خارجة عن الصف الوطني» كما قالت وزارة الداخلية أمس. وقال عضو المكتب السياسي لحزب «الشعب» وليد العوض إن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش صدمة مقتل فيكتور، مضيفاً أن «الجماهير تخرج اليوم في وداعه لتقول إن غزة ليست بوابة الإرهاب، بل بوابة للحرية والنضال وليست معقلاً للمجرمين». الى ذلك، نشرت وزارة الداخلية صباح أمس صوراً لثلاثة شبان ملتحين قالت إنهم «مطلوبون للعدالة بتهمة التورط في مقتل أريغوني»، وهم «بلال العمري، ومحمد محمود نمر السلفيتي، وعبد الرحمن البريزات» الأردني الجنسية. في تفاصيل عن الجريمة وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق اعتقال شابيْن آخرين للاشتباه بهما في قتله. وقالت إن «الجناة الذين نفذوا جريمة القتل التقطوا صوراً ومشاهد فيديو إلى جانب جثة أريغوني، عثرت أجهزة الأمن عليها عندما دهمت الشقة» التي قتل فيها شمال غربي مدينة غزة. وأضافت أن «الأجهزة الأمنية تمكنت قبل لحظات من ارتكاب الجريمة، وفي عملية معقدة، من اكتشاف طرف خيط يدل على الجناة، اذ تم استدراج أحد أفراد المجموعة والتحقيق معه، ودل على عنصر آخر من أفرادها». وتابعت على موقعها على الشبكة العنكبوتية: «بعدما زادت الشكوك لدى باقي أفراد المجموعة، توجه أحدهم مباشرة إلى مكان خطف أريغوني وأعدمه، لكن تم اعتقاله لاحقاً واعترف بارتكاب الجريمة».