وصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ظهر أمس إلى بلدة كيدال في اقليم آزواد شمال مالي لإجراء محادثات مع قادة المتمردين الطوارق الذين سيطرت قواتهم على المدينة الأربعاء الماضي اثر مواجهات دامية مع الجيش الذين اعلن مقتل 20 جندياً وجرح 30 في محاولة فاشلة لاستعادة البلدة هذا الأسبوع. ويقود الرئيس ولد عبد العزيز بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي وساطة لحل الأزمة في شمال مالي الذي أستعادت الحكومة مدنه من المجموعات الإسلامية المسلحة قبل نحو سنة فقط. ويتمركز في شمال مالي جنود تابعون للأمم المتحدة وآخرون فرنسيون في كيدال شاركوا في عملية» سيرفال» التي أنهت احتلال المقاتلين الإسلاميين، لكنهم ألتزموا حتى الآن الحياد في القتال الدائر بين الجيش النظامي والمعارضة العلمانية الانفصالية المسلحة المنضوية في تحالف تتزعمه الحركة الوطنية لتحرير آزواد. وساندت موريتانيا سابقاً المتمردين العرب والطوارق، ومكث عدد من قادة التمرد الحالي فترات طويلة في العاصمة نواكشوط. والعام الماضي، أتهمت صحف مالية شبه رسمية حكومة موريتانيا بتقديم دعم سياسي وإعلامي للمقاتلين الانفصاليين العلمانيين رداً على تغاضي نظام الرئيس السابق أمادو توماني تورى عن هجمات نفذها تنظيم «القاعدة» ضد ثكنات للجيش الموريتاني انطلاقاً من اراضي مالي. في باريس، كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي ان اعادة الانتشار العسكري الفرنسي في منطقة الساحل في افريقيا والتي أرجئت اثر تجدد المواجهات الدامية شمال مالي، ستبدأ «خلال شهر او شهرين إذا سارت الأمور في شكل جيد عبر مغادرة 600 رجل من مالي، بينهم 300 الى تشاد، والإبقاء على ألف رجل في مالي.