أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية تحرير 50 في المئة من مساحة صحراء الجزيرة الواسعة في الأنبار ضمن الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات مشتركة من الجيش و «الحشد الشعبي» والعشائري الأسبوع الماضي، فيما باشرت مفارز هندسة الميدان برفع المتفجرات من المناطق والقرى المحررة ببادية الجزيرة. وقال محمود أحمد خلف عضو مجلس محافظة الأنبار ل «الحياة»، إنه «تم تحرير الأقضية والنواحي باستثناء المناطق الصحراوية، ويتم الآن التفتيش عن عناصر داعش فيها»، وأشار إلى أن «القطعات العسكرية تتحرك من جهة باتجاه كربلاء، ومن جهة أخرى نحو صلاح الدين ونينوى». وأضاف يقول إن «أهم عنصر في المعركة حالياً هو المسح الجوي عن طريق طائرات الاستطلاع الذي تعتمده القوات الأمنية. حيث يتم من خلال هذا المسح تحديد حركة العائلات والبدو الرحل في الصحراء وفرزهم عن عناصر «داعش»، ومن ثم إعطاء رسائل فورية للقطعات العسكرية التي تتواجد على الأرض من أجل معالجة الأهداف». وعن مهمة مسك الحدود، اعتبر خلف أنها «من أهم المسائل التي يجب إعطاؤها أولوية في الوقت الحالي، والحكومة المركزية جادة في هذا الاتجاه وتعمل على توفير كرفانات خاصة للنقاط المنتشرة على الحدود مع سورية والتي تم تحديدها، إضافة إلى تجهيز جميع المستلزمات اللوجستية الخاصة بهذا الشأن». وأضاف: «توجد كاميرات مراقبة حرارية تصور لمسافة 5 كلم وسيتم تزويد نقاط خاصة بالكاميرات»، مؤكداً أن «قوات حرس الحدود هي من ستتولى مهمة مسك الحدود مع الفرقة التاسعة من الجيش». ونفى «علمه بوجود أي اتفاق مع الجانب السوري في ما يخص مهمة مسك الحدود، لكن من المعتقد بأن سورية ملزمة بتقديم تعاون كبير على مستوى يوازي أهمية المرحلة الحالية». وأعلنت قيادة عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة عن الحصيلة الجديدة للعمليات الجارية في منطقة الجزيرة، وقال قائد العمليات الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان إن «قطعات الجيش والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، وبإسناد طيران الجيش، طهرت 36 قرية ومساحة 4200 كلم2 ودمرت 4 عجلات تحمل أحاديات و6 دراجات نارية وفجرت 4 مفخخات ضمن المرحلة الثانية من عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات». وأضاف يار الله أن القوات «نجحت في تفجير وإبطال أكثر من 250 عبوة ناسفة وتدمير معمل لتفخيخ العجلات وقتل عدد من الإرهابيين»، مؤكداً أن «عمليات التطهير لا تزال مستمرة». وأعلنت خلية الإعلام الحربي عن توجيه طيران الجيش ضربة جوية أسفرت عن تدمير عجلتين لعناصر «داعش» وقتل العديد منهم غرب منطقة الحضر. وذكرت الخلية في بيان صدر أمس أن «طيران الجيش وجه ضربة جوية لعناصر داعش أسفرت عن تدمير عجلة مفخخة مخبأة في وكر غرب مدينة الحضر بمنطقة العكارب». وأضافت أن «طيران الجيش نفذ 8 طلعات جوية قتالية أسفرت عن مقتل سبعة من عناصر داعش وتدمير عجلة مفخخة وحرق 3 صهاريج محملة بالوقود و3 كرفانات وبرج اتصال يستخدمه التنظيم غرب منطقة الحضر قرب مطار جنيف». ونفت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة الأنباء التي تحدثت عن تحرير كامل مناطق الجزيرة وأعالي الفرات، وقالت إن «بعض الجهات نشر أخباراً غير صحيحة عن تحرير كامل مناطق الجزيرة وأعالي الفرات»، وأكدت «عدم دقة هذه الأخبار المتسرعة، فالعمليات ما زالت مستمرة وعندما يتحقق تطهير كامل الأهداف المخطط لها سيُعلن ذلك رسمياً». وأشارت إلى أن «المساحة الكلية هي أكثر من 29000 كلم2 والمتحققة منها اقترب من 50 في المئة». وذكر بيان صدر عن إعلام «الحشد الشعبي» أن «مفارز هندسة الميدان التابعة للحشد الشعبي شرعت اليوم (أمس) بمعالجة ورفع المتفجرات من المناطق والقرى المحررة ببادية الجزيرة وأجزاء من الطريق الرئيسي الرابط بين قضائي الحضر وراوة». وكانت قيادة «الحشد» أعلنت أن «ألوية الحشد أكملت تحرير الجزيرة والبادية الرابطة بين الأنبار وصلاح الدين، والتي كانت تعتبر أهم مخابئ تواجد داعش ومركز الدعم القادم من سورية باتجاه هذه المحافظات». وأضافت أن «ما تبقى منها هو الجزء الغربي المحاذي للشريط الحدودي العراقي- السوري للمناطق الرابطة بين جنوب تل صفوك ومناطق شمال القائم، وأن عملية التحرير شهدت مقتل عشرات العناصر من تنظيم داعش وكشف أهم المضافات والمخابئ السرية ومخازن الأسلحة والعتاد والاتصال في هذه المناطق».