تمكّنت القوات العراقية، مسنودة بقطعات من الحشدين الشعبي والعشائري، من تحقيق تقدم جديد وتحرير عدد من القرى ضمن المرحلة الثانية من عمليات تحرير صحراء الجزيرة، فيما حذّر نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس من ظهور «مجاميع إرهابية» صغيرة في المناطق المحررة. وقال إعلام «الحشد الشعبي» في بيان، إن «قوات اللواء الثاني في الحشد تمكنت من تحرير قرية القرية جنوب الحضر، وأضاف أن «قوات اللواء 44 في الحشد فجرت سيارة مفخخة وقتلت انتحارياً في قرية البوعادل جنوب غربي الحضر». وأعلن إعلام «الحشد الشعبي» في بيان منفصل، أن «قوات اللواء الثاني في الحشد تمكنت من تحرير قرية عين الطرفاوي المحاذية للشارع الرابط بين الحضر وراوة»، وأضاف أن «القوات تواصل تقدمها باتجاه طريق راوة- الحضر بالتزامن مع تطهير الطرق المؤدية إليه»، لافتاً إلى أن «القطعات استطاعت تفجير عجلتين مفخختين للتنظيم أثناء التقدم». وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار ل «الحياة»، إن «قطعات الجيش من عمليات الجزيرة ومقاتلي العشائر باشروا اليوم (أمس) عمليات تطهير صحراء راوة والقائم غرب الرمادي من جيوب وخلايا داعش»، مضيفاً أن «العملية تهدف إلى تطهير تلك الصحراء من مسلحي داعش الذين هربوا من مدن عنة وراوة والقائم التي تم تحريرها أخيراً». وقالت «خلية الإعلام الحربي» في بيان نقلاً عن قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة، الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، إن «قطعات الجيش والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية تمكنت من تطهير 45 قرية بمساحة 2400 كيلومتر مربع وتدمير عجلتين تحملان أحادية، وخمس دراجات نارية، وتفجير خمس عجلات مفخخة، وإبطال أكثر من 450 عبوة ناسفة. كما تم تدمير معملين لتفخيخ العجلات ضمن المرحلة الثانية من عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات». وأضافت الخلية أنها «ما زالت مستمرة بعمليات التطهير». من جهته، حذر نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس من «وجود مجاميع إرهابية صغيرة بدأت بالظهور في المناطق المحررة». ونقل موقع «الحشد الشعبي» عن المهندس قوله خلال حديثه عن العمليات الجارية حالياً في مناطق الجزيرة، أن «العمليات انطلقت منذ يومين في حوض الفرات الشمالي من راوة جنوباً وحتى الحضر شمالاً، ومن الحدود السورية غرباً حتى خط الصد التابع للحشد الشعبي إلى غرب طريق تكريت صلاح الدين الموصل». وأضاف: «سنعمل على تحرير المنطقة وهي آخر وجود عسكري لداعش»، مشيراً إلى أن «ذلك لا يعني انتهاء داعش لأنه موجود في مناطق أخرى، وهو ما يحتاج إلى مسح كبير حتى في المناطق المحررة، لأن هناك مجاميع صغيرة يفترض أن تطارد حتى لا تتحول إلى مجاميع كبيرة». ولفت إلى أن «الأمن في المدن الرئيسية مثل بغداد سببه هذه العمليات العسكرية التي يفترض أن نحافظ عليها ونبقى على كامل جاهزيتنا»، مؤكداً أنه «لا يمكن تحقيق الأمن إلا من خلال السيطرة على جميع الحدود». وقال وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي إن «أية قوة تظهر بعد داعش ستولد ميتة»، وذكر بيان لوزارة الدفاع أمس أن «الحيالي استقبل في مكتبه بمقر الوزارة نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق أليس وولبول، وأثنى على وقوف الأممالمتحدة مع العراق الجديد عبر بعثتها العاملة يونامي». وأكد خلال اللقاء أن «تكاتف الشعب مع الجيش هو السبب الأول لانتصار العراق على داعش، والسبب الثاني هو القضاء على الطائفية في العراق»، موضحاً أن «أية قوة في الأرض لا تتمكن أن تفرق بين الجيش والشعب، وهذا هو النصر الكبير»، مشيراً إلى أن جيش العراق اليوم أقوى من أي فترة مضت».