لم تحرك الخسارة المؤلمة ثقة رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد بلاعبي فريقه، الرجل الذي وقف بهدوء، على رغم خيبة «سايتاما»، فاستقبل فرسان «الزعيم» وعانقهم فارساً تلو فارس، وهو يؤكد: «سنعود أقوى، سنتوج يوماً بهذا اللقب العنيد». فعلى درب المجد القاري، مر الهلال، مر وعلى عاتقه أحلام وآمال لملايين المحبين، مر مدججاً بكتيبة النجوم، بفرسان لم تسقط أنظارهم عن الذهب المنشود، مر الهلال بكبرياء «الزعامة الآسيوية»، وخطوات الكبار، وثبات العمالقة، كانت خطوات الأحلام واحدة تسبق الأخرى حتى بلغ «الأزرق» الكبير ميدان «سايتاما» ومسرح اليابان الأشهر، بمهمة وصول «الحوت الأزرق» إلى مونديال الأندية، فأبت الظروف، وعاكست الرياح مجرى الهلال، فأسقطته في طوكيو ورمت بالكأس «العنيدة» في أحضان أوراوا «قليل الحيلة» فناً وبطل النزال «حظاً». من هناك، من منصة التتويج في أراضي اليابان، مر الهلال ليأخذ معه «فضة» لا طعم لها ولا رائحة إلى العاصمة الرياض، تاركاً الحسرة حيثما تعثر، وحاملاً معه حلماً يُكتب بصيغة جديدة، وطموحات أكثر قوة، فلا غرابة أن يجد الهلال نفسه على ناصية «الحلم» يمد يديه لمعانقة «الذهب الذي استعصى كثيراً». دروس يتعلم منها الهلال في كل مرة، فهو لا يتعثر للمرة الأولى، ولا يرمي المنديل على مر أجياله، فسبق له أن خسر نهائي كأس السوبر الآسيوي أمام سامسونغ الكوري في عام 2002، ووضع «الآسيوية» هدفاً فقاتل مراراً وتكراراً حتى بلغ مباراة نصف النهائي في عام 2010 أمام ذوب آهن، ليغادر حينئذ بخسارة مريرة، فلم يقف هناك، وكرر محاولاته حتى اقترب من اللقب أمام فريق سيدني الأسترالي عام 2014، في المباراة التي سُلب فيها الكأس بصافرة جائرة من الياباني نيشيمورا، وأيضاً لم يستسلم الزعيم حينما صعد إلى نصف نهائي مسابقة 2015 وودع على يد الأهلي الإماراتي في الرمق الأخير. قبل أن ينافس حتى اللحظة الأخيرة أمام أوراوا الياباني في عام 2017، ويجد نفسه في موقع الخاسر بعد إصابة نجمه الأول إدواردو بالرباط الصليبي، وإقصاء أفضل فرسانه سالم ب«الحمراء»، ومغادرة أخطر أسلحته خربين بداعي الإصابة. عاد الهلال إلى الرياض ورئيسه الأمير نواف بن سعد يردد: «سنعود»، ومدربه بثقة: «انتظروا هلالاً أقوى».