غزة - أ ف ب، رويترز - اعلنت حركة «حماس» امس العثور على جثة ناشط السلام الإيطالي فيتوريو اريغوني (36 سنة) الذي خطفته مجموعة سلفية في غزة، ووعدت «بملاحقة» مرتكبي هذه «الجريمة البشعة» التي لا سابق لها في القطاع. فبعد ساعات من اعلان خطف الايطالي، قالت مصادر امنية فلسطينية في قطاع غزة انها عثرت فجر امس على جثته في حي يقع شمال غربي مدينة غزة. وقالت المصادر الامنية انه قتل خنقاً في شقة شمال غربي مدينة غزة، موضحة ان اثنين من الخاطفين أُوقفا. يذكر ان اريغوني كان عضواً في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني (انترناشونال سوليداريتي موفمنت - آي اس ام). وعاش منذ آب (اغسطس) عام 2008 في غزة حيث وصل على متن قارب جلب امدادات انسانية سمحت اسرائيل التي تفرض حصاراً على القطاع الساحلي الصغير بدخولها ميناء غزة. وهو الاجنبي الاول الذي يقتل في قطاع غزة منذ ان سيطرت «حماس» عليه في حزيران (يونيو) عام 2007. ودانت السلطة الفلسطينية امس قتل اريغوني، وقال المسؤول صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»: «ندين بشدة هذه الجريمة السوداء، وستكون صفحة سوداء جديدة قام بها المجرمون». وأضاف ان «هذه الجريمة لا تمت بأي صلة لتاريخ الشعب الفلسطيني واخلاقه وقيمه والى ديننا الحنيف». وعبرت حركة التضامن الدولية التي كان ينتمي اليها اريغوني عن «صدمتها» بمقتله، وقالت مؤسسة الحركة هويدة عراف: «صدمت وبكيت طوال الليل. لم اتخيل لحظة انهم سيقتلون رجلاً كرّس نفسه جسداً روحاً للفلسطينيين». كما نددت روما ب «القتل الوحشي» لناشط السلام الايطالي، معتبرة انه «عمل عنف مشين وجنوني». وقالت ماريا ايلينا ديليا احدى صديقات الناشط للوكالة ان عائلته واوساطه «مصدومون وتحت وطاة ألم فظيع»، مشيرة الى تنظيم تجمعات في مدن ايطالية عدة لاحياء ذكراه. وقالت الناشطة الايطالية سيلفيا توديشيني التي كانت زميلة لاريجوني في غزة لوكالة «رويترز»: «كان فيتوريو هنا من أجل الشعب الفلسطيني. هم قتلوا شخصاً كان هنا من أجلهم». وأضافت: «لن يخرجونا من هنا ... سنبقى». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس» المقالة ايهاب الغصين في مؤتمر صحافي فجر امس ان الحكومة «تستنكر» مقتل اريغوني، وتعتبر انها «جريمة بشعة لا تعبر عن قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا». واكد انها «ستلاحق باقي افراد المجموعة وستنفذ القانون بحقهم». واكد ان هذه «الجريمة لا تعكس الحالة الحقيقية لاجواء الامن والنظام في قطاع غزة»، مشدداً على انها «الحادثة الاولى من نوعها منذ سنوات» في غزة. ودعت «حماس» السكان الى التعبير عن غضبهم في تظاهرة في مدينة غزة صباح الجمعة. وأوضح الغصين ان وزارة الداخلية تمكنت بعيد خطف الايطالي من «الاستدلال على احد افراد المجموعة الذي اعترف على باقي المجموعة ودل على المكان الذي يوجه فيه المتضامن». وأضاف ان «الاجهزة الامنية تحركت بكل حكمة وسرعة نحو المكان، فوجدت المختطف قد قتل منذ ساعات بطريقة بشعة وفق تقرير الطب الشرعي». وأشار الى ان «المعطيات الاولية تشير الى ان نية الخاطفين هي القتل حيث تمت عملية القتل بعد فترة وجيزة من خطفه». وأكد ان «الدوافع وراء هذه الجريمة، وان كانت تبدو بشكل فكري معين، تدلل على اياد ما زالت تتآمر على شعبنا الفلسطيني في غزة وتريد تحقيق حالة من ارهاب حركة الشعوب العالمية المتضامنة مع قطاع غزة». وأشار خصوصاً الى ان «العدو الصهيوني يبحث في سبل منع اسطول الحرية الثاني (من الوصول الى قطاع غزة) بعد ان كان للحملات الدولية التضامنية اثر ودور في خلخلة الحصار المفروض منذ خمس سنوات». ومن المقرر ان ينقل اسطول دولي صغير يضم 15 سفينة على متنها ناشطون من 25 دولة «في اواخر حزيران (يونيو)» مساعدات انسانية الى غزة. وكانت مجموعة سلفية في غزة تطلق على نفسها اسم «سرية الصحابي الهمام محمد بن مسلمة» اعلنت في شريط فيديو بعنوان «فيديو خطف الصحافي الايطالي» وضع على موقع «يوتيوب» مسؤوليتها عن خطف اريغوني مطالبة بإطلاق معتقلين سلفيين بينهم احد قادتها. وقالت في الشريط: «نعلن مسؤوليتنا عن هذه العملية ونطالب ما يسمى حكومة (اسماعيل) هنية المحاربة لشرع الله، الافراج عن جميع معتقلي السلفية الجهادية وعلى رأسهم الشيخ هشام السعيدني». وقال السلفيون ان حكومة «حماس» اعتقلت السعيدني، احد قادتهم الشهر الماضي، وهو ما لم تؤكده «حماس» حينها. وهددت المجموعة بإعدام الرهينة الذي ظهر في تسجيل الفيديو معصوب العينين تغطي الدماء وجهه. وقالت: «ما لم يتم تنفيذ مطالبنا على وجه السرعة وخلال اقل من ثلاثين ساعة من 14 نيسان (ابريل) بدءاً من الساعة 11.00 (8.00 بتوقيت غرينتش)، فسيتم تنفيذ الاعدام في هذا الأسير بعد انتهاء المهلة»، اي الجمعة عند الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش.