يبدي كثيرٌ من الموظفين والموظفات تذمراً وسخطاً من أنظمة أعمالهم، ويستوي في ذلك موظفو القطاعين الحكومي والخاص، ما أرغم بعضهم على ترك العمل، أو تقديم الاستقالة، أو طلب التقاعد الباكر. وتنوعت شكايات هؤلاء الموظفين من امتداد ساعات عملهم لأكثر من ثماني ساعات، إذ يقول علي الحربي ل «الحياة» إن ابنه التحق بإحدى الوظائف في إحدى الشركات التابعة للقطاع الخاص، وكان يُطلب منه عمل متواصل لأكثر من 12 ساعة عبارة عن نقل عبوات المنتج، مشيراً إلى أن ابنه لم يستمر في الشركة، نظراً إلى أن وضعه الصحي، وتكوينه الجسماني لا يسمحان بذلك، في ظل عدم وجود فترة للراحة سوى بعد المغرب، يعطى فيها قطعة حلوى من إنتاج المصنع ذاته فقط!. ويخضع العاملون في مهنة التعليم إلى متابعة دقيقة، وعدم رضا مسؤوليهم عن أدائهم الوظيفي، خصوصاً في المدارس الخاصة، ووفقاً لخلود الغامدي التي سبق لها العمل في المدارس الأهلية، فإن المعلمة تبذل كثيراً من الجهد، وتنال رضا طالباتها، وإعجاب مديرتها، ومن حولها من المعلمات والإداريات، إلا أنها تُصدم عندما تمر بظرف طارئ، فتنسى جهودها وتمحى حسناتها. وتعزز منيرة الدوشي، وهي معلمة في إحدى مدارس مكةالمكرمة، رأي زميلتها، إذ ترى أن أداء المعلمة يحدد من قبل المديرة، والمشرفة التربوية، من واقع بنودٍ معينة متبعة سنوياً وفصلياً وتخضع المعلمة لمزاجية إحداهما. وأضافت أن بعض المعلمات يشتكين من الظلم من قبل المديرات والبعض الآخر من قبل المشرفات، «وهناك بعض التعتيم من قبل الجهتين في حال تظلم المعلمة، فالكل يرمي الكرة في ملعب الآخر». وتستدرك: «لكن المديرة هي أكثر الناس معرفةً بالمعلمة لمتابعتها اليومية لأدائها، وملاحظتها، ومعرفة الحال النفسية والاجتماعية لها، وباستطاعتها الحضور للمعلمة في أي وقت، والتنبيه على الملاحظات ومراقبتها في حال التحسن». وترى الدوشي أن عمل المعلم والمعلمة لايشبه عمل بقية موظفي الخدمة المدنية في الأداء الوظيفي، وتقول: «تفرض أنظمة على المعلمين تتفنن في الرقابة، وكأنه غير مؤتمن على العمل بتنفيذ ما يطلب منه، حتى إن البعض أصبح يتذمر من هذه التفرقة وتحميل كاهله بأعمال لا يقوى عليها، وإثقاله بمناهج متعددة، وتربيته للطلاب، ومراقبة سلوكياتهم، والتعامل معهم بوسائل عدة». وأضافت: «اجتاز كثير من المعلمين سنوات خبرة طويلة في مجال التعليم، لكنها لا تشفع لهم، فأحياناً يكون مدير المدرسة، أو المشرف التربوي أقل خبرة من المعلم، ويخولون برقابة أدائه، وتقييمه». وتطالب المشرفة التربوية حنان الزنبقي بإعداد بطاقة تقويم مبنية على معايير الجودة العالمية، وأخلاقيات مهنة التعليم، من شأنها أن تعطي التقييم العادل لأداء المعلم.