بكل صراحة ووضوح وصدق ، وبكل معاني التقدير للنوايا الطيبة ، أقولها وبكل مرارة إن ثلاثة أرباع الأندية السعودية مجتمعة ، وهي ال153 نادياً لا تمتلك الحد الأدنى لمنشأة رياضية ، أو ملعب يمكن من خلاله أن نعتبره نادياً رياضياً. ومن المؤسف أن بعض هذه الأندية يلعب في الدوري الممتاز ، ونقول إن لدينا أفضل دوري عربي ، وأفضل النجوم ، لكننا لم نقل أن ليس لدينا ملاعب نموذجية في المناطق التي تشارك أنديتها في دوري زين للمحترفين ، فضلاً عن أندية الدرجات الدنيا. ولعلكم تلاحظون أنني أركز على الأندية الممتازة ، التي ستستقبل الموسم المقبل (ممتازين آخرين) سيصعدان من دوري الأولى ، ولا أدري هل لديهما ملاعب أم لا، وهل يملكان منشآت أم لا ؟ ، وكل ذلك لم نضعه ضمن دراساتنا وأولوياتنا ، وملفاتنا العاجلة. لأتحدث بصراحة أكثر ، فهذه الملاعب التي نطلق عليها ملاعب الأندية ، ليست مهيأة لإقامة المباريات المتوسطة ، ناهيك عن التنافسية ، ولم أقل الديربيات ، وذلك لأسباب عدة ، أولها وأهمها أنها تقع وسط الأحياء ويستحيل بالتالي وجود مواقف لسيارات المتفرجين ، والأمر الثاني أنها لا تتسع لأكثر من خمسة آلاف متفرج. أمام هذه الحقيقة المؤلمة ، أجدني أشعر بخيبة أمل من هذا الوضع الذي تعانيه أنديتنا ، حتى على مستوى الأندية الأربعة التي تعرف أنها ذات إمكانات مالية ولديها مصادر دخل مختلفة ، وقاعدة جماهيرية. ولتأكيد هذه الحقيقة ، فقد ظلّ النادي الأهلي في الموسم الماضي يبحث عن ملعب يتدرب عليه فريقه الأول بعد أن خضع ملعبه الرئيس للصيانة ، ليجد بعد طول بحث ومعاناة ملعب الدفاع الجوي بعد اتصالات تمت على مستوى رفيع بين شخصيات لها مكانتها الاجتماعية. لو تصورنا فقط أن من كان يعاني من هذه المشكلة هو فريق غير الأهلي ، ولنفترض أنه من أندية الوسط قليلة الإمكانات ، وتوجد مقارها في إحدى المحافظات قليلة الخدمات والمنشآت الرياضية ، فكيف سيكون حالها ، وما هي في نظركم الحلول التي يمكن أن نقدمها له؟. في تحليله لإحدى مباريات دورة الخليج الأخيرة ، قال اللاعب الكويتي السابق عبدالله وبران إن بعض دول الخليج لا تمتلك ملاعب لاستضافة البطولات الكبيرة والهامة مثل كأس آسيا ، أو حتى دورة الخليج ، وتطرق إلى الملاعب السعودية ، وذكر تحديداً ملعب الملك فهد الدولي في الرياض ، واستغرب أن هذا الملعب هو آخر الملاعب التي أنشئت في السعودية. هذا الرأي الذي آلمني وأزعجني ، لم يكن غائباً عني وعنكم ، لكننا تعودنا على أن نتعامل مع الأمور برأي آخر لا يخلو من المجاملة لرعاية الشباب ، حتى أصبحنا في المراتب الخلفية مقارنة بجيراننا في دول مجلس التعاون الذين استضافوا بطولات أمم آسيا ، وبطولة أندية العالم ، ووصلوا تنظيم كأس العالم. وحتى لا يفهم من هذا الرأي أنني أطالب بالتقدم بملف لتنظيم نهائيات كأس العالم ، فهذا أمر بعيد المنال ولو كان في (2030م) ، إلاّ إذا نهضت هممنا ، لكنني أطالب بإنشاء مقرات للأندية التي ليس لديها مقرات، وإعادة تأهيل الملاعب الحالية، وإنشاء ملاعب تتسع لمئة ألف متفرج مع ملاعب للتدريب في المدن الرئيسة لتكون مؤهلة لتنظيم البطولات الكبرى ، وجدة مثالاً. وبالمناسبة فإن مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة قد يلحق بمشروع الملعب الذي أعلن عنه قبل أكثر من عشرين عاماً ولم يتم فيه شيء ، حيث بتنا نسمع في كل يوم قصة ورواية ، حتى وصل المشروع الضخم الذي تنتظره جدة إحدى أهم المدن السعودية إلى استاد دولي فقط ، وفق الأخبار المتواترة ، ولا نعلم أين هي الحقيقة ، والتي لا يملكها أحد غير شركة أرامكو. ولعلي لا أخفي حقيقة يعرفها سكان جدة إن قلت إن أهم مشروع رياضي في جدة في الوقت الحالي ، هو ملعب جامعة الملك عبدالعزيز الجديد ، الذي شيد وفق تخطيط هندسي جميل ، وتلحق به بعض الملاعب الأخرى الخاصة بالتدريب ، وهذا على مستوى الجامعة. على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يكون ضمن أولوياتها في السنة المالية الجديدة ، تنفيذ أكبر قدر من مقار الأندية حسب الأولوية والأهمية ، وإنشاء ملاعب رئيسة ، وتحسين وتأهيل ملاعب المناطق والمحافظات ، والمساهمة مع الأندية والشركات الراعية لإنشاء ملاعب كبرى لأندية الرياضوجدة والدمام ، أو لنسارع في مشروع الخصخصة، أو إيجاد بدائل له.