نفت الحكومة العراقية أمس أنباء عن جهود يبذلها مستشار مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأميركية زلماي خليل زاد الذي زار بغداد، مبعوثاً من الإدارة الأميركية لتعديل الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين. وعلى رغم تأكيد الحكومة أن خليل زاد جاء بصفته رجل أعمال إلا أن لقاءاته المكثفة مع كبار القادة العراقيين فتحت الباب أمام تكهنات عن مهمة سرية يضطلع بها السفير الأميركي السابق في بغداد. وقال وزير الدولة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ل «الحياة» إن زيارته ليست رسمية بقدر ما هي زيارة شخصية كرجل أإعمال وبالتأكيد لم يحمل أي رسالة سرية». وأوضح أن» الجميع يعلم أن خليل زاد خرج من الهيئة الديبلوماسية الأميركية وهو الآن يعمل كرجل أعمال»، مضيفاً أن «لقاءاته مع المسؤولين العراقيين وحتى قادة الكتل كانت بصفة شخصية ولم تحمل بعداً ديبلوماسياً أو رسمياً». وكان خليل زاد التقى خلال زيارته رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم وزعيم «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري، لكن تلك اللقاءات لم تنشر في وسائل الإعلام عدا اجتماعه مع الجعفري لأسباب عزاها المقرب من المالكي النائب هادي الحساني إلى أنه «عمل في العراق خلال الفترة التي رأس فيها الجعفري الحكومة وبالتأكيد هناك روابط كثيرة تجمعهما». وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حض العراقيين خلال زيارته الأخيرة بغداد على الإسراع في حسم موضوع تمديد بقاء القوات الأميركية بعد عام 2011 «لأن الوقت بدا ينفد»، ما أثار حفيظة مقتدى الصدر الذي هدد بعودة «جيش المهدي» إلى حمل السلاح إذا وافقت الحكومة على التمديد. مصدر مقرب من زعيم «القائمة العراقية» إياد علاوي أكد ل «الحياة» أن «جدول أعمال خليل زاد تضمن عقد لقاءات مع قادة الكتل السياسية»، مشيراً إلى إن «لقاءاته ركزت على تمديد بقاء القوات الأميركية، وانه حمل رسالة تنصح قادة الكتل بذلك خصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة». وكان عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان عن «التيار الصدري» رافع عبدالجبار قال إن «خليل زاد لم يبد رغبة في إجراء لقاء مع قادة التيار كونه يعلم مسبقاً رفضنا أي تمديد للقوات الأميركية».