شددت الولاياتالمتحدة ضغوطها على العراق للبدء بالمفاواضات مع كردستان بعد التزام الطرفين «ضبط النفس»، فيما تنظر المحكمة الاتحادية في الطعن بقانونية الاستفتاء الذي أجراه الأكراد على الانفصال (للمزيد). وعلى رغم استجابة كردستان فتوى المحكمة بلا دستورية «انفصال أي مكون عن العراق»، إلا أن بغداد تتمسك بطلبها إعلان الحكومة الكردية صراحة إلغاء نتائج الاستفتاء، وتسليم المعابر الحدودية والمطارات وما تبقى من المناطق المتنازع عليها إلى السلطة الاتحادية. وجاء في بيان لحكومة الإقليم أن وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون أعرب لرئيسها نيجيرفان بارزاني عن «ارتياحه إلى تهدئة التوتر عند خطوط التماس بين البيشمركة والجيش، وقوّم عالياً ضبط النفس من الطرفين والحفاظ على الاستقرار، وقرار حكومة الإقليم احترام تفسير المحكمة الاتحادية»، وشدد على أن واشنطن «على اتصال دائم مع بغداد كي تهيّء الأرضية للبدء بحوار جدي مع حكومة الإقليم للوصول الى نتائج مرضية». إلى ذلك، أكد نيجيرفان استعداد حكومته «لإجراء حوار جدي لحل الخلافات على أساس الدستور»، وقال: «نأمل من واشنطن ودول التحالف بدعم هذا الحوار، والعمل لرفع الحصار عن مطارات الإقليم خصوصاً للأغراض الإنسانية، لأن قسماً من المساعدات يستفيد منها مليون وخمسمئة ألف نازح». جاء ذلك، عقب محادثات أجراها مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك مع نيجيرفان وقادة أكراد في أربيل بعد لقائه مسؤولين في بغداد، في إطار ضغوط تمارسها واشنطن لإيجاد مخرج للأزمة التي خلّفها الاستفتاء على الانفصال في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويرى مراقبون أن المخرج الأنسب للحكومة الكردية من مأزقها والدخول في مفاوضات مع بغداد يجنبها مسؤولية التخلي عن نتائجه أمام الرأي العام الكردي، يكمن في صدور قرار من المحكمة الاتحادية يقضي ببطلان الاستفتاء. وقال الناطق باسم المحكمة إياس الساموك في بيان امس إنها: «ستعقد غداً (اليوم) جلسة للنظر في سبع قضايا دستورية، منها أربعة طعون بدستورية الاستفتاء الذي أجري في 25 أيلول الماضي، وبقية المناطق التي شملها (المناطق المتنازع عليها) وذلك بعدما جرى تبليغ الأطراف كافة الموعد المحدد للنظر في هذه الدعاوى». على صعيد آخر، قال مصدر أمني ل «الحياة» إن «القوات المشتركة أحبطت هجوماً شنه داعش على قرية العريج، جنوب الموصل»، وإنها «أغلقت منافذ القرية وشنت حملة للبحث عن المتسللين». وأضاف أن «عدد الإرهابيين المتسللين يقدر بستة مسلحين، وجاء هجومهم عقب اعتقال أربعة مسلحين من التنظيم كانوا داخل دور سكنية جنوب الموصل». وكانت القوات العراقية أعلنت قبل أيام تحرير قضاء «راوة»، وهو آخر وحدة إدارية سقطت في يد «داعش» عام 2014، لكن المعلومت الأمنية تؤكد امتلاك التنظيم قدرات عسكرية وبشرية منتشرة في الصحراء الممتدة إلى شمال نهر الفرات. ما تطلّب إطلاق عملية واسعة للسيطرة عليها.