لنحاول جمع أجزاء صورة ما جرى ويجري سنجد أن أفغانستان أول من دفع ثمن 11 سبتمبر، حدث ضخم هز العالم أجمع ولم يحقق فيه دولياً، في حين يحقق في قضايا اغتيال أفراد!؟ المهم جاء كرزاي على مركبة «أنكل سام»، ثم توجهت الآلة الأميركية للعراق ليتحكم فيه نوري المالكي وحزبه الصغير، فهو يروق لأميركا بعد إجازته من صديقتها اللدود إيران، وفي الأثناء يتم تهشيم وتهميش باكستان. بعد استغلال طويل في ما سمي بالحرب على الإرهاب أشغلت باكستان بنفسها فلم يعد لها ثقل مستحق. أميركا نجحت باقتدار في استخدام تنظيم القاعدة ونتائج أعماله، لا يعني هذا بالضرورة أنها تديره إنما هو مفيد جداً لخلخلة واقع تقول إنه أنتجه ونقول نحن إن سياساتها المنحازة إلى إسرائيل هي من ينتجه، ولأن الثمن ضخم يجري استيفاؤه على أقساط. هذه محاولة لفهم ما يجري ليس فيها شعرة واحدة لتبرير واقع أنظمة متسلطة أو فاسدة لم تقنع شعوبها، فتم استغلال ذلك واستقطبت الجماهير من زمام تطلعاتها المشروعة. أميركا تنتقم ومن ورائها الغرب، وشبح 11 سبتمبر حاضر يحمل ساطوراً، 11 سبتمبر ذريعة، لكن أين أميركا أوباما مما يجري، وهي المترددة من التدخل عسكرياً في ليبيا؟ هذا يذكرنا بالقوة الناعمة. كل الدول العربية تعيش الآن أثار هجوم القوة الناعمة لاستقطاب شعوبها ولمعرفة هذه القوة أعود الى ما كتبه الأستاذ يحيى اليحياوي في مارس 2009 وهو يستعرض كتاب «القوة الناعمة معاني النجاح في السياسة الدولية» لمساعد وزير الدفاع في عهد كلينتون الأدميرال جوزيف ناي، حدد الأخير مفهوم القوة الناعمة، في كونها: «القدرة على الاستقطاب والإقناع... إذ بما إن القوة الخشنة تكمن في القدرة على الإجبار والإكراه، المتأتية من القوة العسكرية للدولة، أو من تفوق قدراتها الاقتصادية، فإن القوة الناعمة تتأتى من جاذبيتها الثقافية أو السياسية» أو الإعلامية، أو ما سواها» انتهى. هل هناك أكثر جاذبية من شعارات الديموقراطية والحرية لتحريك الشعوب ثم حماية الجموع بشجب منع المظاهرات؟ دعونا نتطلع إلى المستقبل، لا شك في أن للثورة المصرية نتائج إيجابية – متوقعة - على مصر لم تتضح بجلاء للآن، لكن هناك أمور مريبة، ففي مقال له بعنوان «من هؤلاء القوم في سيناء»؟ يكشف الكاتب محمد سيف الدولة، عن حركة سياسية تحت التأسيس نشأت في سيناء بعد ثورة 25 يناير اسمها «حركة سيناء للإصلاح والمساواة»، والمثير مطالبتها بخصوصية سيناء وتفردها عن بقية أقاليم الدولة المصرية...! لذا فهي تسعى إلى لامركزية إدارية ولامركزية قانونية لهذا الجزء من مصر» ينبه سيف الدولة إلى ذلك لعل أحداً ينتبه قبل التشطير، وأنا أيضاً أكتب لعل أحداً ينتبه إلى تغلغل القوة الناعمة، ومواجهة ذلك لن تتم إلا بالمسارعة في إصلاحات حقيقية؟ إذ تحولت الشعوب إلى أدوات إذا لم يتم حسن التعامل معها فسيأتي من يخطفها. www.asuwayed.com